صوّت مجلس الشورى الاسلامي البرلمان على مشروع عاجل لتعديل قانون الصحافة طالب به اكثر من مئة وخمسين نائباً برفع الحظر عن الصحف التي كانت أُوقفت عن الصدور حتى اشعار آخر. ويعتبر هذا التحرك خطوة اولى عملية للبرلمان الاصلاحي الداعم للرئيس محمد خاتمي، لتحقيق مزيد من الحريات وتأمين الظروف الملائمة لتعزيز حرية الصحافة. واكتسبت هذه الخطوات اهمية كبيرة كونها تشكّل اول مواجهة برلمانية مع تركة البرلمان المحافظ الذي أدخل تعديلات على قانون الصحافة قبيل انتهاء ولايته. وسارع الاصلاحيون الى كسب تأييد اعلى سلطة للقرار آية الله علي خامنئي، فالتقوا به صباح امس سعياً الى تأسيس ثقة مباشرة يحتاجون اليها في منافساتهم الحادة مع المحافظين. وحرص خامنئي على تأكيد اهمية دور البرلمان "كونه مرتكزاً اساسياً لآمال الشعب، وأحد اركان النظام الاسلامي"، واعتبر ان العمل بالدستور هو "العلاج الحقيقي للمجتمع الايراني". ودعا النواب الى حل مشاكل "الفقر والبطالة" والى الوقوف في وجه "مؤامرات الاستكبار" في اشارة الى الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية. ولوحظ ابتعاد خامنئي عن الاشارة الى المنازعات السياسية بين المحافظين والاصلاحيين، وجاء تأكيده على حل القضايا المعيشية كرسالة تفيد بضرورة الابتعاد عن الصراعات الداخلية. في المقابل اكد رئيس البرلمان مهدي كروبي الحرص على "الدور المؤثر والفاعل" الذي لعبه المرشد في "الحضور الحماسي للشعب في الانتخابات التشريعية" وكان كروبي يشير الى قيام المرشد بضمان نتيجة الانتخابات على رغم محاولة بعض الاوساط المحافظة الغاءها خصوصاً نتائج العاصمة طهران. واعتبر النائب الاصلاحي احمد بورقاني ان ايقاف ثماني عشرة صحيفة واسبوعية عن الصدور كان اشبه بإقفال المدارس. واضاف ان تحقيق ظروف الامن الفكري والاعلامي يُعدّ من ابرز الحاجات الضرورية. وانتقد البرلمان السابق المحافظ ورأى ان ما ادخله من تعديلات على قانون الصحافة وضع البلاد امام ازمة. أما النائب المحافظ محمد شاهي عربلو فانتقد العجلة في طرح قضية تعديل قانون الصحافة "كونه من اكثر القضايا حساسية".