نقل الدكتور حسن الترابي الذي يقود حزب "المؤتمر الوطني الشعبي" معركته مع حلفائه السابقين في الحكم السوداني الى خارج الخرطوم، ونظم ندوة في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان غرب، جدد فيها انتقاداته للحكومة على رغم حضور والي شمال كردفان عثمان الهادي الذي منع من الرد عليه. وحمل الترابي بعنف على الرئيس عمر البشير، ملمحاً الى رضوخ الحكومة لشروط ال"سي. آي. اي" من أجل رفع العقوبات الدولية عن السودان. وهدد ب"تفجير" في الخارج، ملوحاً بأن حزبه "سيرد على القمع بمثله". وقال الترابي ان الاستخبارات الأميركية سي. آي. اي اشترطت على الحكومة السودانية إلغاء "المؤتمر الشعبي الاسلامي" وحظر نشاطه كخطوة أولى للتفاهم بين الخرطوم وواشنطن، وطلبت لدى زيارة مندوبيها العاصمة السودانية الاسبوع الماضي، اتخاذ خطوات محددة في مقابل رفع العقوبات الدولية عن السودان. وتوقع انفصال جنوب السودان عن شماله بسبب تراجع الحكومة عن "اتفاق الخرطوم للسلام" الذي وقعته مع فصائل جنوبية عام 1997، و"اقصاء الولاة المسلمين في الجنوب وتعيين مسيحيين بدلاً منهم". وحمل بعنف على الرئيس عمر البشير معتبراً انه "لا يؤمن بالديموقراطية"، ومشيراً الى أنه طالب بترشيح نفسه متفرداً في الانتخابات الرئاسية السابقة لكن الاسلاميين رفضوا. وذكر الترابي في الندوة ان قرار انقلاب حزيران يونيو 1989 "اتخذته الحركة الاسلامية من دون علم الذين في قمة السلطة الآن بساعة الصفر ... جاءت الحركة بالبشير من الجنوب والتجاني ادم الطاهر من مصر". وهدد بتفجير الأوضاع خارج السودان "اذا فرض على الحكومة من الخارج اقصاء الاسلام بإرادة خارجية"، ولفت الى ان "بعض الدول الغربية والولايات المتحدة ومصر" تقف ضد حزبه لأنه "يدعو الى الاسلام"، وزاد بلهجة تحذير: "إذا قامت الحكومة بقمع المؤتمر الشعبي سيضطر الحزب للرد على القمع بمثله". وربط الترابي مشاركة حزبه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة ب"اتساع صدر الحكومة لرأي الآخرين، وعدم التضييق عليهم باجراءات الطوارئ". ولم يسم مرشحه لانتخابات الرئاسة، واستدرك ان "الوقت غير مناسب وتجديد سجل الناخبين أجله تشرين الثاني نوفمبر المقبل والحكومة مصممة على اجراء الانتخابات في ظروف غير عملية بسبب فصل الخريف". الى ذلك قطعت السلطات في مدينة الأبيض التيار الكهربائي عن المقر الجديد ل"المؤتمر الوطني الشعبي" الذي أقيمت فيه ندوة الترابي، لكن والي شمال كردفان أمر بإعادة التيار بعد ساعة على بدء الندوة التي حضرها أكثر من خمسة آلاف مواطن. وقال ل"الحياة" الوالي السابق لشمال كردفان محمد الأمين الأمين القريب الى الترابي ان عثمان الهادي طلب الرد على الأخير لكن منظمي الندوة رفضوا ذلك ونصحوه بتنظيم ندوة مماثلة. وأذاع الوالي أمس بياناً انتقد فيه الترابي بشدة، قائلاً انه لم يأت بجديد سوى "الاساءة الى الحكومة وقياداتها، وكشف معلومات سرية لم يكن ينبغي البوح بها".