قرّر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بزعامة الرئيس عمر البشير مقاطعة ملتقى دعا إليه شركاؤه في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في جوبا، عاصمة إقليمجنوب البلاد، لمناقشة قضايا الحريات والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل، والأزمة في دارفور، وترتيبات الاستفتاء على حق تقرير المصير في الجنوب. ورأى الحزب الحاكم أن أي تحالف معارض يهدف إلى اقصائه سيقود إلى «مصائب وسيكون وبالا على الشعب السوداني». وأجرى وفد من «الحركة الشعبية» برئاسة أمينها العام باقان أموم محادثات منفصلة مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي وقيادات في الحزب الشيوعي، ركزت على أجندة ملتقى جوبا المرتقب. وقال باقان أموم في مؤتمر صحافي إنه أبلغ الترابي بمبادرة رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت عقد ملتقى يجمع القوى السياسية في جوبا، موضحاً أن الملتقى سيناقش أوضاع الحريات وتعديل قوانين الصحافة والأمن الوطني والاستفتاء على تقرير مصير الجنوب، والاعداد لاجراء الانتخابات، وتسوية أزمة دارفور، والاتفاق على ضمانات وإجراءات الاستفتاء، إلى جانب الوصول إلى تفاهم بين القوى السياسية لتطوير فكرة تحقيق الوحدة الجاذبة مع احترام حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم. أما الترابي فأعلن موافقة حزبه على المشاركة في ملتقى جوبا، معربا عن أمله في أن تتوصل القوى السياسية إلى اتفاق لمعالجة الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، معتبراً حدوث ذلك ليس بجديد على تاريخ البلاد السياسي منذ اتخاذ قرار القوى الوطنية خيار الاستقلال في 1956. وذكر الترابي أنه أبلغ «الحركة الشعبية» بشرط عدم عزل دارفور عن الانتخابات المقبلة وبأن تُجرى في أنحاء البلاد كافة، وقال إن الطرفين تحدثا حول بسط الحريات وضرورة تشجيع «الوحدة الجاذبة» قبل حلول موعد استفتاء حق تقرير مصير الجنوب. لكن حزب المؤتمر الوطني قرر رفضه المشاركة في ملتقى جوبا واستبعد تحالفات انتخابية ما بين أصحاب الفكر الإسلامي والعلماني، في إشارة إلى تبني الترابي البرنامج الاسلامي بينما تتبنى «الحركة الشعبية» برنامجاً علمانياً. كما حذر من بناء تحالفات تقوم على اقصاء الآخرين ووصفها بأنها «ستكون وبالاً على الشعب». وقال مسؤول التعبئة السياسية في حزب المؤتمر الوطني إبراهيم غندور للصحافيين إن حزبه لا يرى مبرراً لعقد ملتقى في جوبا في ظل وجود لجان مشتركة بينه وبين «الحركة الشعبية»، من جهة، وبينه وبين القوى السياسية من جهة أخرى. واعتبر غندور ما برز من تحالفات على الساحة السياسية مجرد «مناورات سياسية» بغرض الضغط على الحكومة. وجدد جاهزية حزبه لخوض الانتخابات، معرباً عن قلقه ازاء «محاولات البعض تخريب التحوّل الديموقراطي وارسال إشارات سالبة الى الناخب السوداني بتأجيل الانتخابات». وطالب الأحزاب بالتحالف على برنامج محوره الوطن وسلامته والتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ورأى أن أي تحالفات تهدف الى اقصاء حزب دون آخر «ستقود الى مصائب». وكان 17 حزباً معارضاً قررت التحالف والاتفاق على مرشح واحد فى الانتخابات الرئاسية. إلى ذلك، قال الرئيس السوداني عمر البشير في لقاء جماهيري في ولاية الجزيرة في وسط البلاد، أمس، إن حكومته ستستمر في النضال والجهاد ضد «القوى الاستعمارية الجديدة»، موضحاً أن تلك القوى حاولت تركيع البلاد واذلالها بالحرب في الجنوب والشرق لكنه هزمها، وتوعد بهزيمتها في دارفور ايضاً. وأضاف أن حكومته سترد على المؤامرات الأجنبية بمزيد من المشروعات التنموية وزياردة الانتاج الزراعي، ودعا مواطنيه الى عدم الهجرة إلى خارج البلاد. من جهة أخرى، ناقش المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن الذي يزور بكين حالياً، مع مسؤولين صينيين أمس سبل التعاون بين الصين والولايات المتحدة لتسوية النزاع في دارفور وتطبيق اتفاق السلام بين جنوب السودان وشماله. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية إن الجانبين اتفقا على مواصلة الاتصالات والتعاون الثنائي والسعي إلى إيجاد حل مُبكّر وملائم للمسألة. وأفادت السفارة الأميركية في الخرطوم أن غريشن سيلتقي في لندن مجموعة الاتصال الدولية حول السودان التي رعت اتفاق السلام في عام 2005.