وقعت معارك ضارية شرق غروزني بين القوات الفيديرالية والمقاتلين الاسلاميين، فيما وصل الى موسكو مسؤولان اوروبيان لمناقشة مضاعفات الحرب. وردت موسكو بغضب على تهديد مدير صندوق النقد الدولي بتجميد القروض بسبب الحرب. وأعلن المقاتلون الشيشانيون امس استعادة بلدة ثانية من القوات الروسية 50 كلم شرق غروزني فيما اكد الروس انهم سيطروا من جديد على منطقة نوفوغروزنسكي التي استعادها الشيشانيون قبل يومين. وقال النائب الأول لرئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري مانيلوف: "اجبر جنودنا على القتال حتى النهاية فقتل 12 من اصل 14 جندياً. واصيب اثنان آخران بجروح ووقعا في الأسر فيما قتل المظليون التابعون لقواتنا بين 50 الى 60 من قطاع الطرق". وأوضح الجنرال ان هذه الوحدة لم تتلق دعماً من المروحيات او المدفعية بسبب خطأ في تحديد موقعها. من جهته، اوضح الجنرال غورغي شباك قائد القوات المجوقلة ان المواجهة وقعت في 17 تشرين الثاني نوفمبر الجاري قرب كاراتشوي. وكان زعيم حرب شيشانيا اكد ان المقاتلين الشيشان قتلوا حوالى مئتي جندي روسي قرب كراتشوي. وعرض زعيم الحرب الشيشاني شريط فيديو يظهر اربعين جثة بالزي العسكري الروسي بالاضافة الى اسيري حرب روسيين. وذكرت وكالة الانباء العسكرية الروسية "اي في ان" امس ان سلاح الطيران نفذ اكثر من 200 مهمة في الشيشان خلال عطلة نهاية الاسبوع. واضافت الوكالة نقلاً عن هيئة اركان القوات الروسية شمال القوقاز ان الطائرات قامت بأكثر من 100 مهمة والمروحيات ب113 مهمة.وأضاف المصدر نفسه ان هذه المهمة سمحت بتدمير 25 موقعاً محصناً و9 مخيمات "للارهابيين" ومركزي اتصالات فيما لحقت اضرار بسبعة جسور. وتابع ان الجيش الروسي دمر في العاصمة الشيشانية غروزني، التي استهدفها القصف الكثيف منذ اسابيع، "مصنعي اسلحة وأربعة مخازن للمحروقات". وحسب مصادر عسكرية شيشانية فإن الضربات الروسية التي شنت على مناطق ايتوم - كالينسك على الحدود مع جورجيا وشاتوي جنوب اوقعت 3 او 4 قتلى وعشرات الجرحى. وأعلن رئيس بلدية غروزني ليشا دوداييف السبت ان الضربات التي استهدفت منذ مساء الخميس العاصمة الشيشانية اوقعت 260 قتيلاً على الاقل. وفي موسكو أعلن وزير المال ميخائيل كاسيانوف امس ان الحملة العسكرية في جمهورية الشيشان يجب ألا تؤثر في قرار صندوق النقد الدولي في ما يتعلق بتقديم قروض جديدة الى روسيا. وتعليقاً على تصريحات ميشيل كامديسي رئيس صندوق النقد مطلع الاسبوع ان روسيا تخاطر بالقروض نقلت وكالة "انترفاكس" عن كاسيانوف قوله: "لا ندري أي اساس لتأثير حرب ذات طبيعة سياسية في قرار الصندوق". وأضاف: "لا نفهم تماماً تصريحات ميشيل كامديسي التي ربط فيها بين مساعدات صندوق النقد الدولي المالية لروسيا وحملة لمكافحة الارهاب". وقال كامديسي ان الجزء التالي 640 مليون دولار من قرض حجمه 4.5 بليون دولار قد يتأثر برد الفعل العالمي السلبي على الحملة التي بدأتها روسيا قبل تسعة اسابيع في الشيشان. وعلق كاسيانوف ان روسيا التي تأمل في الحصول على القرض في كانون الاول ديسمبر اوفت بجميع الالتزامات الاقتصادية الواردة في اتفاقها، مشيراً الى ان الصندوق "منظمة غير سياسية". وعلى الصعيد الانساني صرح مدير اجهزة الهجرة الروسية فلاديمير كالامانوف امس ان السلطات الروسية تتوقع "فرار عشرات آلاف الاشخاص من غروزني قريباً". وقال المسؤول الروسي ان العدد الاجمالي للاجئين الشيشانيين بلغ 233 ألفاً و400 لاجئ بينهم 219 ألفاً و400 لاجئ في انغوشيا. وأعرب المسؤول عن امله في ألا يتوجه اللاجئون الجدد الى انغوشيا بل الى المناطق التي "حررها" الجيش الروسي. ورداً على سؤال عن انشاء "ممرات" لاجلاء الراغبين في مغادرة غروزني اعتبر كالامانوف ذلك أمراً "معقداً جداً" من دون ان يقدم ايضاحات اضافية. وأعلنت وزارة الداخلية الانغوشية ان انغوشيا علقت دخول اللاجئين الذين يفرون من القصف الروسي الى اراضيها بسبب مشاكل تسجيل تقنية. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن الوزارة ان جهاز الكومبيوتر الذي يسمح بتسجيل الاشخاص النازحين اصيب بعطل. وحسب الارقام الانغوشية التي تخطت الحصيلة الروسية فإن عدد اللاجئين الشيشانيين الى الجمهورية القوقازية الصغيرة بلغ 224 الفاً و557 شخصاً. وأفادت "انترفاكس" ان القصف الكثيف على العاصمة غروزني أدى خلال نهاية الاسبوع الماضي الى تدفق عدد جديد من النازحين حيث وصل 1921 شخصاً الى انغوشيا السبت وحده. يشار الى ان انغوشيا هي المنفذ الوحيد للاجئين الشيشانيين الهاربين من القصف. وأثارت التقارير التي تحدثت عن وقوع خسائر فادحة في الشيشان مخاوف الغرب بشأن هذه الحملة ودفعت المسؤولين الى تجديد دعوتهم لانهاء الغارات الجوية والقصف المدفعي. ففي باريس جدد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين دعوته للتوصل الى تسوية سياسية، قائلاً ان اجماع الآراء في روسيا على التحرك في الشيشان "مثير للقلق جداً". وأضاف: "لا يمكن ان يؤدي هذا التصعيد الضخم والعشوائي الى وضع مستقر قابل للاستمرار". وتابع فيدرين ان منظمة الأمن والتعاون في اوروبا ستحاول جاهدة جعل موسكو تفي بالالتزامات التي تعهدت بها خلال اجتماع قمة المنظمة في اسطنبول بالسعي للتوصل الى حل سلمي. وقال رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف ان روسيا لا تستطيع حالياً بدء مفاوضات لانهاء حملتها العسكرية لأنه لا يوجد من يسيطر على الشيشان. وأقر بريماكوف الذي التقى الرئيس الفرنسي جاك شيراك السبت بأن الغرب حازم في مطالبته روسيا بإيجاد تسوية سياسية للصراع لكنه لا يستطيع ان يملي عليها من تتفاوض معه. وقال بريماكوف في مؤتمر صحافي: "الكل يتساءل لماذا لا تتفاوضون. لكني اسألهم بدوري من الذي يجب ان نتحدث اليه. من فضلكم حددوا اسماء.. ساعدونا". واضاف: "ليست هناك في الشيشان قوى حقيقية يمكننا الجلوس معها والتحدث بشأن مستقبل الشيشان".