لم تعر القاهرة الردود الاميركية الغاضبة على تمديد حبس رئيس "مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية" الدكتور سعد الدين ابراهيم للمرة الثانية اهتماماً. وبدا ان النية تتجه الى ترتيب محاكمة عاجلة له قبل انقضاء فترة الحبس الاحتياطي الثالثة في 14 آب اغسطس المقبل. ويمنح القانون النيابة سلطة حبس المتهمين في قضايا محل تحقيق لمدة 45 يوماً فقط، على أن يكون النظر في تمديد الحبس بعدها من حق محكمة. وتوقعت مصادر مطلعة احالة الملف الاسبوع المقبل على النائب العام المستشار ماهر عبدالواحد ليصدر قراراً بإحالة القضية على احدى دوائر محكمة أمن الدولة ليمثل المتهمون في قضية "مركز ابن خلدون" امامها. وأعربت مصادر في هيئة الدفاع عن ابراهيم عن اعتقادها بان الردود الاميركية "زادت المسؤولين المصريين اصراراً على المضي في القضية الى نهايتها حتى لا يبدو اطلاقه وكأنه خضوع للضغوط الخارجية". وتعقد زوجة رئيس "مركز ابن خلدون" الدكتورة باربرا ابراهيم مؤتمراً صحافياً في منزل الاسرة في ضاحية المعادي اليوم ذكرت أنها ستعلن فيه حقائق جديدة عن الموضوع، في حين واصل السفير الاميركي في القاهرة دانيال كيرتزر محاولات لإقناع المسؤولين المصريين اطلاق "المواطن الاميركي" ابراهيم مع استمرار التحقيقات وهو مطلق السراح. لكن مصادر رسمية أكدت أن الردود المصرية على تحركات السفير شددت على رفض التدخل في اعمال القضاء. وأعربت المصادر عن اعتقادها بأن الاعتراضات الاميركية الرسمية لن تتعدى مجال التصريحات من دون ان تترجم الى سياسات. ولاحظت ان الاميركيين "تعاطوا مع القضية منذ كشفها بحساب دقيق وهدوء". لكن المصادر لم تستبعد أن يأتي التصعيد الاميركي عبر اجهزة وجهات اخرى غير الادارة مثل الكونغرس او منظمات حقوق الانسان او وسائل الاعلام. إلا أنها شددت على ان أي تصعيد "لن يكون في مصلحة الاميركيين لأنه سيصب في النهاية في اتجاه تأليب الشارع المصري ضد سياساتهم عموماً وقضية مركز ابن خلدون خصوصاً". واعتبر مراقبون ان التجاهل الرسمي المصري للتحركات الاميركية في شأن القضية "رسالة لكل من يعتبر نفسه مسنوداً الى قوى خارجية". وغادر القاهرة أمس الكاتب علي سالم في جولة تشمل اليونان وتركيا ولبنان، وسمحت السلطات بمغادرته على رغم اتهامه في قضية "مركز ابن خلدون" ب"إعداد واحراز إحدى وسائل النشر تضمن دعايات مغرضة"، وكان سالم خضع الاسبوع الماضي لتحقيقات من جانب نيابة أمن الدولة لكونه كتب سيناريو فيلم "ادخل شريك.. شارك" الذي اعتبرته السلطات دليل إدانة ضد ابراهيم. ونفى سالم أن يكون لرحلته علاقة بالقضية، مؤكداً انه سيمثل للتحقيق مجدداً "اذا طلب منه ذلك"، وقال "ان جولته كانت معدة سلفاً وقبل تفجر القضية".