وقعت ست دول أوروبية اتفاقاً امس تضمنه خطاب نيات نص على إزالة كل العوائق أمام توحيد سياسات شراء المعادن الحربية ووضع برامج تعاون في مجال التصنيع الحربي وتبادل المعلومات التقنية الحساسة، في خطوة عملية أولى من نوعها في اوروبا باتجاه تسريع اندماج الصناعات الدفاعية والعسكرية. وتزامن خطاب النيات الموقع مع ابرام عقد مشترك بقيمة 22 بليون دولار، بعد ظهر امس، بين سبع دول أوروبية، منها تركيا، لشراء 225 طائرة نقل حربية عملاقة من طراز "اي 400" سيقوم اتحاد "ايرباص" بتصنيعها. وكانت العاصمة البريطانية شهدت في 6 تموز يوليو 1998 توقيع اتفاق مبدئي نص على انشاء المنظمة المشتركة للتعاون في مجال التسلح "أوكار"، وهي منظمة ستزداد فاعليتها مع تطبيق الاتفاق الجديد. واختار وزراء دفاع كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا والسويد توقيع خطاب النيات في "معرض فارنبرو الجوي 2000" في ضاحية لندن. ويشكل الاتفاق اطاراً عاماً سياسياً وقانونياً للمجالات الست الرئيسية للتعاون المشترك الذي ينتظر ان يغير تطبيقه عالم الصناعات الدفاعية في أوروبا ويعزز حمى المنافسة مع عمالقة الصناعات العسكرية الاميركية. وتتوزع مجالات التعاون بين "ضمان استمرار الواردات" الدفاعية في ظل عمليات اعادة الهيكلة التي تقوم بها كل دولة لصناعاتها الحربية، وترتيب "اجراءات التصدير"، و"أمن المعلومات" و"البحث والتكنولوجيا" و"معالجة المعلومات التقنية" و"تنسيق الحاجات العملانية" للجيوش. وقال الموقعون ان الهدف هو اقامة صناعة دفاع أوروبية "اكثر تنافسية وأكثر متانة في السوق الدولية ... وتشجيع قيام شركات متعددة الجنسيات قوية تجارية وتملك الوسائل الضرورية للقيام بمشاريع تقنية خلاقة". وابقت الدول الست الباب مفتوحاً أمام انضمام دول أوروبية اخرى مستقبلاً. وبموجب الاتفاق ستتوزع الدول الثماني المعنية طائرات "اي 400" كالآتي: بريطانيا 25 طائرة، وبلجيكا 7، وفرنسا 50، والمانيا 73، وايطاليا 16، واسبانيا 27، وتركيا 26، واللوكسمبورغ طائرة واحدة. ويقضي هذا الاتفاق على آمال "بوينغ" التي عرضت طائرتها العملاقة المستخدمة في الجيش الاميركي من طراز "سي 17" وآمال "لوكهيد مارتن" التي عرضت نموذجها المطور من طراز "سي 130 جاي".