تحطمت طائرة عسكرية من طراز "إرباص 400 إم" في إشبيلية أمس (السبت)، ما أدى إلى مقتل أربعة من بين ستة أشخاص كانوا على متنها في أول حادث لأحدث طائرة أوروبية تستخدم في مجال نقل القوات والعتاد. كانت الطائرة في رحلة تجريبية عندما تحطمت في حقل على بعد 1.6 كيلومتر شمالي مطار سان بابلو في إشبيلية. وقالت ناطقة باسم الحكومة إن ستة أشخاص كانوا على متن الطائرة توفي أربعة منهم على الفور وأصيب الإثنان الآخران بجروح خطيرة. وقالت صحيفة "الباييس" الاسبانية إن طاقم الطائرة رصد عطلا وطلب إذنا بالهبوط، لكن الطائرة اصطدمت بأحد أبراج الكهرباء خلال محاولة الهبوط الاضطراري. وظهر في مشاهد بثتها وسائل الإعلام دخان أسود يتصاعد من موقع التحطم ورجال اطفاء يحاولون اخماد النيران في حطام الطائرة بعد تحطمها في الحقل. وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي قال في وقت سابق للصحافيين خلال جولة انتخابية للانتخابات المحلية المقررة في 24 ايار (مايو) ان كل من كانوا على متن الطائرة من موظفي شركة "إرباص" فيما يبدو وليسوا عسكريين. وألغى راخوي اجتماعاته السياسية اليوم، وقال إن وزير الدفاع الاسباني سيجتمع مع نظيريه الالماني والفرنسي غدا الاحد لمناقشة ملابسات الحادث. وقال راخوي مطالبا "ارباص" بالحد الاقصى من الشفافية عن اسباب الحادث "إن حادثا مثل هذا ليس في مصلحة صناعتنا. يتعين الانتظار لنرى إن كان حادثا عارضا تماما أو ان خطأ ما قد ارتكب". وذكرت شركة صناعة الطائرات الاوروبية "ارباص" إن طائرة النقل يتم تجميعها في إشبيلية وإن تركيا طلبت شراءها. وأضافت أن الشركة أرسلت فريقا إلى موقع التحطم. وقال مصدر حكومي إن الحكومة الإسبانية أرسلت أيضا فريقا للتحقيق في الحادث. وجرى تطوير الطائرة "ايه400 ام" لمصلحة إسبانيا وست دول اوروبية اخرى اعضاء بحلف شمال الأطلسي هي بلجيكاوبريطانيا وفرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وتركيا بكلفة 20 بليون يورو (22 بليون دولار) في أكبر مشروع دفاعي مشترك في أوروبا. ودخلت الطائرة الخدمة عام 2013 بعد تأخير أكثر من ثلاثة أعوام. وقالت بريطانيا وألمانيا انهما علقتا عمليات طائراتها من طراز "ارباص 400 إم" لنقل القوات والعتاد لحين الحصول على مزيد من المعلومات عن سبب تحطم الطائرة. وتسلم سلاح الجو البريطاني اثنتين من بين 22 طائرة من هذا الطراز. وقالت ناطقة باسم القوات الجوية إن الطائرة التي تحطمت لم تكن مخصصة لسلاح الجو البريطاني لكن عمليات الطائرتين ستتوقف كإجراء احترازي.