عقد حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه دمشق في 7/4/1947 بعيد حصول سورية على استقلالها بعام واحد 37 مؤتمراً حزبياً عاماً منها 13 مؤتمراً قومياً المؤتمر القومي هو المؤتمر الذي يشارك فيه مندوبون عن منظمات الحزب في الاقطار العربية ويتم خلاله رسم سياسات الحزب على المستوى القومي وانتخاب قيادة قومية للحزب تضم اعضاء قياديين من تلك المنظمات وبلغ عدد هذه المؤتمرات 12 مؤتمراً عادياً اضافة الى مؤتمر استثنائي واحد هو المؤتمر القومي التاسع الاستثنائي الذي عقد في ايلول سبتمبر 1968 إبان ازمة الحزب الشهيرة آنذاك ضمن التنظيم السوري، وقد عقد المؤتمر الاستثنائي بعد مرور عام كامل على عقد المؤتمر القومي التاسع العادي في ايلول 1967 بعد عدوان اسرائيل في حزيران يونيو 1967 واحتلالها الجولان. وبينما لم يعقد الحزب في الخمسينات سوى مؤتمرين قوميين هما: الأول في تشرين الأول اكتوبر 1953 والثاني في آب اغسطس 1959، فقد عقد في الستينات ثمانية مؤتمرات قومية بينها المؤتمر القومي التاسع الاستثنائي بمعدل مؤتمر قومي واحد كل عام تقريباً، وجاء عقد تلك المؤتمرات بحسب الآتي: المؤتمر الثالث في تشرين الأول 1960، الرابع في ايار مايو 1962، الخامس في تشرين الأول 1963، السادس في نيسان ابريل 1964، السابع في نيسان 1965، الثامن في آب 1966، والتاسع في أيلول 1967 والتاسع الاستثنائي في ايلول 1968. ولم يعقد الحزب في السبعينات بعد قيام الرئيس الراحل حافظ الأسد بالحركة التصحيحية في 16/11/1970 سوى مؤتمرين فقط هما: المؤتمر القومي العاشر في تموز يوليو 1971 والمؤتمر القومي الحادي عشر في تموز 1975. وفي الثمانينات عقد الحزب مؤتمراً قومياً واحداً فقط هو المؤتمر القومي الثاني عشر في تموز 1980 والذي يعد آخر مؤتمر قومي للحزب. ويلاحظ انه بينما كان الحزب يعقد مؤتمراته القومية سنوياً في الستينات وخصوصاً بعد تسلمه الحكم في سورية في 8/3/1963 وبعد تتالي الازمات بين الاجنحة والتيارات المتصارعة فيه، فقد عقد مؤتمراته خلال العقد الأول بعد الحركة التصحيحية بمعدل مؤتمر كل 4 - 5 سنوات. وكان يفترض ان يعقد منذ آخر مؤتمر له في تموز 1980 أربعة مؤتمرات قومية خلال الأعوام العشرين الماضية. على صعيد مؤتمرات الحزب القطرية السورية تحديداً لم يعقد الحزب اي مؤتمر قطري سوري له الا بعد تسلمه السلطة في سورية عام 1973، فقد تتالت بعد هذا التاريخ مؤتمرات الحزب القطرية سنوياً في سورية، سنة يعقد فيها مؤتمر قطري عادي وفي السنة التالية يعقد مؤتمر مكمل له او استثنائي على النحو الآتي: المؤتمر القطري العادي الأول في ايلول 1963 والأول الاستثنائي في شباط فبراير 1964، اما العادي الثاني فقد كان في آذار مارس 1965 والثاني الاستثنائي في آذار 1966، وعقد العادي الثالث في ايلول 1966 والثالث الاستثنائي في آب 1967، اما الرابع العادي فقد عقد في ايلول 1968 والرابع الاستثنائي في آذار 1969. وبعد تسلم الرئيس الراحل للسلطة في عام 1970 عقد الحزب مؤتمره القطري العادي الخامس في نيسان 1971 ثم عقد مؤتمره الخامس الاستثنائي في ايار 1974. وبعد الخامس الاستثنائي لم يعقد اي مؤتمر قطري استثنائي حتى الآن، وقد عقد الحزب بعد أربعة مؤتمرات قطرية عادية هي: السادس في نيسان 1975 والسابع في كانون الأول ديسمبر 1977 والثامن في حزيران 1985، اما التاسع فقد عقد في حزيران 2000 بعد وفاة الرئيس الأسد بأسبوع واحد وبعد مضي 15 عاماً على عقد المؤتمر القطري السابق. وكان يفترض بالحزب ان يعقد خلال هذه السنوات ثلاثة مؤتمرات قطرية على الأقل الا ان التطورات حالت دون عقد هذه المؤتمرات. في حزيران الماضي عقد المؤتمر القطري السوري التاسع للحزب وتم انتخاب قيادة قطرية جديدة وانتخاب الدكتور بشار الأسد اميناً عاماً للقيادة القطرية، كما قرر المؤتمر بالاجماع اختيار الدكتور بشار قائداً لمسيرة الحزب والشعب في القطر العربي السوري خلفاً لوالده. وخلال الفترة منذ وفاة الرئيس حافظ الأسد في العاشر من حزيران الماضي وحتى تاريخه تسلم الدكتور بشار معظم المهام القيادية التي كان يتولاها الرئيس الراحل وأبرزها: القائد العام للجيش والقوات المسلحة برتبة فريق ورئاسة الجمهورية ومنصب الأمين القطري للحزب، والسؤال المطروح هل يصبح الدكتور بشار اميناً عاماً للحزب على مستوى التنظيم القومي كما كان الرئيس الراحل؟ الاجابة لا تحتمل على الغالب سوى نعم، ولكن الحصول على هذا المنصب يحتاج على الارجح عقد مؤتمر قومي للحزب يتم خلاله انتخاب قيادة قومية جديدة يكون عضواً فيها الدكتور بشار تمهيداً لانتخابه أميناً عاماً للحزب. لكن اللافت ان البيان الختامي للمؤتمر القطري السوري التاسع للحزب لم يشر من قريب او بعيد الى ما يوحي بامكانية عقد مؤتمر قومي للحزب في وقت قريب الا ان وزير الدفاع السوري العماد اول مصطفى طلاس كشف ان المؤتمر قد يعقد في الخريف المقبل. ان عقد هكذا مؤتمر أصبح امراً ضرورياً لأسباب عدة أبرزها: 1 - مضي 20 عاماً على عقد آخر مؤتمر قومي للحزب في تموز عام 1980. 2 - ان الظروف التي حالت دون عقد مؤتمر قومي للحزب هي نفسها على الأغلب التي حالت دون عقد المؤتمر القطري للحزب في سورية لمدة خمسة عشر عاماً، وبالتالي فان الظروف التي اتاحت عقد المؤتمر القطري في حزيران الماضي تتيح ايضاً عقد مؤتمر قومي. 3 - ان الحزب في القطر السوري عقد مؤتمرين قطريين بعد آخر مؤتمر قومي واتخذ قرارات على المستويين التنظيمي والسياسي يحتاجان الى إقرار او موافقة من المؤتمر القومي. 4 - رسم توجهات وسياسات جديدة تتلاءم مع التطورات الحاصلة عربياً وإقليمياً ودولياً. ان الاستمرار في تأجيل عقد المؤتمر القومي للحزب سنوات اخرى يعني الإبقاء على منصب الأمين العام القومي للحزب شاغراً وهو أهم منصب قيادي حزبي كما ان الاستمرار بذلك ربما اعتبر مؤشراً على ضعف وترهل منظمات الحزب في الاقطار العربية وبالتالي تراجعاً في دور الحزب قومياً وحصره بشكل أساسي بالقطر السوري. * كاتب فلسطيني مقيم في دمشق.