تبدأ في دمشق اليوم (الاثنين) أعمال المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري والتي تستمر لمدة أربعة أيام. وسوف يبدأ المؤتمر بكلمة للرئيس السوري بشار الأسد الامين القطري لحزب البعث السوري يلقي فيها الضوء على عدد من الامور الهامة في ضوء المتغيرات الاقليمية والدولية التي حدثت منذ المؤتمر القطري التاسع الذي عقد في عام 2000 والتحديات التي تواجهها سوريا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وتنمويا. وتمثل المؤتمرات سواء القومية أو القطرية لحزب البعث محطات أساسية في حياة الحزب يتم خلالها مراجعة كل خطوات الحزب وقراراته في جميع القضايا الثقافية والتنظيمية والعقائدية والفكرية والسياسية وبحث كل العوائق والمشكلات ووضع التصورات للمستقبل بعد استعراض أخطاء الماضي للاستفادة منها في الحاضر والمستقبل. وتعد المؤتمرات القومية هي السلطة العليا في الحزب.. كما أنها صاحبة المسؤولية عن تطوير وتعديل واغناء نظرية الحزب ونظامه الداخلي وتناقش السياسات والمناهج التي تعد من قبل القيادة القومية وتتخذ القرارات والتوجيهات التي تتعلق بها في جميع المجالات.. أما المؤتمرات القطرية فتناقش السياسات العامة للقطر وتخطط للسياسات الداخلية في كافة المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبشكل يتوافق مع السياسات التي ترسمها المؤتمرات القومية أي انها ترسم الخطط التي تضمن نجاح القطر في تطبيق أهداف الحزب. ونتيجة للمتغيرات الاقليمية توقفت تقريبا المؤتمرات القومية للحزب عن الانعقاد بعد أن عقدت ثلاثة عشر مؤتمرا عاديا ومؤتمرين استثنائيين في الفترة من عام 1947 موعد تأسيس الحزب وعام 1980 موعد آخر مؤتمر قومي تخللهما مؤتمران في بيروت عامي 1959 و1960 والباقي في سوريا. أما المؤتمرات القطرية في سوريا فقد بدأت في أغسطس - آب - عام 1963 عندما عقد المؤتمر القطري الاول لوضع اسس العلاقة بين الحزب والحكم واقرار مشروع الوحدة مع العراق أنذاك. وتوالت بعد ذلك المؤتمرات القطرية لحزب البعث في سوريا حيث عقد المؤتمر الثاني في مارس 1965 والثالث في سبتمبر 1966 والرابع في ابريل 1968 والخامس في ابريل عام 1971 والسادس في ابريل 1975 والسابع في ديسمبر 1979 والثامن في يناير 1985 ثم توقفت المؤتمرات القطرية في سوريا منذ ذلك الوقت حتى عام 2000 عندما عقد المؤتمر التاسع بعد وفاة الرئيس السوري حافظ الاسد وتولي الرئيس بشار الاسد السلطة في البلاد حيث تم انتخابه امينا قطريا للحزب بدلا من والده.. وتخلل هذه الفترة منذ عام 1963 وحتى عام 1985 عقد خمسة مؤتمرات قطرية استثنائية بجانب المؤتمرات القطرية العادية. ويتكون هيكل حزب البعث في سوريا من القيادة القطرية ويرأسها الرئيس بشار الاسد وتضم عشرين عضوا من بينهم نائبا الرئيس عبد الحليم خدام ومحمد زهير مشارقة وعبدالله الاحمر امين عام الحزب وفاروق الشرع وزير الخارجية ومصطفى طلاس وزير الدفاع السابق وعبد القادر قدورة رئيس مجلس الشعب السابق ومحمد مصطفى ميرو رئيس الوزراء السابق وغيرهم بجانب اللجنة المركزية للحزب التي يرأسها ايضا الرئيس بشار الاسد وتضم تسعين عضوا من بينهم الاعضاء السابقون. ومن الممكن أن يتم في نهاية مؤتمر القيادة القطرية انتخاب اعضاء جدد واستبعاد بعض الاعضاء.. وليس من الضروري اعادة تشكيل الحكومة بعد المؤتمر. ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر القادم انتخاب أعضاء جدد في القيادة القطرية ممن يتوسم فيهم الحزب القدرة على مواكبة التغيرات التي تشهدها سوريا محليا واقليميا ودوليا. وقد شهدت سوريا والمنطقة منذ المؤتمر القطري التاسع عام 2000 حتى الآن متغيرات متعددة أثرت بشكل كبير في طبيعة علاقة سوريا بجيرانها في المنطقة وعلاقاتها الدولية خاصة مع الولاياتالمتحدةالامريكية مما يضع المؤتمر القطري العاشر أمام تحديات جسام تحتم عليه التعامل مع هذه المتغيرات بكل دقة وحساسية بما يخدم مصلحة سوريا في المقام الأول ويخدم مصلحة المواطن السوري. ومن الموضوعات الشائكة أمام المؤتمر في هذه الدورة كيفية مواجهة الضغوط الامريكية والاوروبية والاسرائيلية التي تتعرض لها دمشق بسبب مواقفها ازاء الاوضاع في العراق وفي لبنان وفي فلسطين الى جانب عملية الاصلاح السياسي والاصلاح الاقتصادي داخل البلاد وهي موضوعات ستعمل قيادات الحزب السوري الحاكم بالتأكيد على ايجاد الحلول المناسبة لها قبل أن تتجه الامور الى الاسوأ سواء في سوريا أو في المنطقة ككل.