دمشق، نيقوسيا - أف ب - ذكرت وكالة الانباء السورية سانا امس ان حزب "البعث" الحاكم في سورية الذي يعقد مؤتمره القطري التاسع اعتبارا من اليوم ينظر "بثقة وتفاؤل وأمل" نحو "المستقبل متمثلا" بالقائد العام للجيش والقوات المسلحة بشار الاسد نجل الرئيس الراحل حافظ الاسد والمرشح رسميا لخلافته. وكتبت الوكالة في برقية تمهيدا للمؤتمر ان بشار "تربى في مدرسة الراحل الخالد الرئيس حافظ الاسد واستقى من معين حكمته ونفاذ بصيرته وسداد رؤيته ونهل من خلقه القويم وخصاله الحميدة وقدرته القيادية الفذة". وقالت ان المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي "سيناقش التقارير السياسية والتنظيمية والاقتصادية بروح عالية من الشعور بالمسؤولية". واوضحت ان المؤتمر سيفتتح صباح اليوم، موضحة انه سينتخب في ختام اعماله في 21 حزيران يونيو "مؤسسات الحزب القيادية". واكدت ان الحزب يدرك "ادراكا عميقا ان الوفاء للقائد العظيم يتجسد في متابعة المسيرة النضالية التي قادها الرفيق الامين العام للحزب على امتداد ثلاثين عاما والتي كانت حافلة بالعطاءات خصبة بالانجازات مليئة بالانتصارات". يذكر ان حزب "البعث العربي الاشتراكي" يدعو منذ تأسيسه الى وحدة عربية لم ينجح في تحقيقها رغم محاولاته العديدة خلال توليه السلطة في سورية منذ عام 1963 وفي العراق منذ عام 1968. ويدعو ايضا الى تنمية الريف والى العلمانية. ورغم ان معظم مؤسسيه ينتمون الى البرجوازية، جذبت شعاراته الطبقات المحرومة والاقليات وانتشر في العالم العربي. نشأ هذا الحزب من اندماج حزبين هما "حزب البعث العربي" الذي اسسه ميشيل عفلق، اول امين عام له، وصلاح الدين البيطار في السابع من نيسان ابريل عام 1947 و"الحزب الاشتراكي العربي" الذي انشأه اكرم حورانيعام 1950 في حلب. وكان "حزب البعث العربي" وريث عدد من الحركات المتتالية التي طالبت باستقلال سورية ولبنان من الاحتلال الفرنسي ونشأت خصوصا خلال ازمة عام 1938 مع ضم لواء الاسكندرون الى تركيا بعد "سلخه" عن سورية التي كانت في عهد الانتداب الفرنسي تتألف من دويلات حلب ودمشق والعلويين وجبل الدروز وسنجق الاسكندرون. ومع توالي الانقلابات في سورية، واجه الحزب ضربات كان اولها اعتقال عفلق بعد انقلاب حسني الزعيم في 30 آذار مارس عام 1949، ثم حل جميع الاحزاب السياسية ومنع صحف المعارضة بداية الخمسينات مع تولي اديب الشيشكلي السلطة. اما "الحزب الاشتراكي العربي"، فولد من حركة سياسية اولى اسسها الحوراني ايضا عام 1940 هي "حركة الشباب" كانت اقرب الى منتدى سياسي وهدفها محاربة "الاقطاعية" وكانت تجد صدى لها في صفوف الجيش. وتحولت الى حزب عام 1950 عندما اقام الحوراني في حلب مهرجانا فلاحيا ضخما كان الاول من نوعه في العالم العربي اشترك فيه آلاف الفلاحين. واندمج الحزبان عام 1953 وعقد "حزب البعث العربي الاشتراكي" في آذار مارس عام 1954، اول مؤتمر قطري له، ثم شارك في ايلول سبتمبر عام 1955 في الانتخابات التشريعية في سورية التي دخل على اثرها وزراء بعثيون عدة الحكومة. وفي عام 1958، حل الحزب، بطلب من جمال عبدالناصر الذي طالب بحل كل التنظيمات السياسية، مع اعلان الوحدة بين مصر وسورية ونقل مقره من دمشق الى بيروت. الا ان 15 من الضباط البعثيين في الجيش واصلوا الاتصالات بينهم وشكلوا في تشرين الاول اكتوبر عام 1959 "اللجنة العسكرية البعثية" في القاهرة، والتي كانت استمرارا للحركة البعثية. وبعد الانفصال في 28 ايلول سبتمبر 1961، انتخبت في الاول من كانون الاول ديسمبر جمعية تأسيسية حقق فيها البعث فوزا كبيرا. وتولى البعث الحكم في سورية اثر انقلاب عسكري في 8 آذر مارس عام 1963، وشكلت اول حكومة بعثية في 13 ايار مايو من العام نفسه وكان اول مرسوم اصدرته في اليوم نفسه تأميم المصارف. وفور توليه السلطة، بدأ نزاع بين الجناحين "المدني" الممثل بعفلق والبيطار و"العسكري" ممثلا بضباط الجيش في الحزب، انتهى بازاحة "المدنيين" في 23 شباط فبراير عام 1966. وبين اعوام 1963 و1970، شهدت سورية ثمانية انقلابات على رأس الحزب والدولة كان آخرها الحركة التصحيحية التي قام بها وزير الدفاع اللواء حافظ الاسد على صلاح جديد ونورالدين الاتاسي اثر ازمة حادة في قيادة "البعث". وعاش عفلق في العراق وتوفي في احد مستشفيات باريس عام 1989 ودفن في بغداد حيث اعلن الحداد الرسمي عليه بينما لم تبد سورية اهتماما بوفاته. اما البيطار فاغتيل في باريس عام 1980.