حذر رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري من ممارسة اسرائيل العنف على الفلسطينيين ومن انها ستسعى للانتقام من لبنان معتبراً انها تريد من الأممالمتحدة الاعلان انها انسحبت من الجنوب وفق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 425، لتبرير أي عدوان في المستقبل. وجاء كلام بري خلال مهرجان خطابي أقيم بعد ظهر أمس في الذكرى الأربعين لرحيل الرئيس السوري حافظ الأسد، خلال افتتاح مركز "الشهيد باسل الأسد الثقافي" في مدينة صور. وألقى كلمة الاحزاب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي قانصوه وقال ان المصالح وخصوصاً الانتخابية والعصبيات الطائفية تدفع البعض الى التشكيك في الدور السوري في لبنان"، محذراً "هذه الأصوات التي تردد السياسات الاميركية وتروج للفتن، من الاستخفاف بارادة اللبنانيين التي اقسمت على المحافظة على اتجاه لبنان السياسي". وقال الأمين العام المساعد لحزب البعث عبدالله الأحمر ان "منذ اللحظات الأولى لرحيل هذا القائد التاريخي الرئيس حافظ الأسد اتجهت الانظار كلها من اقطار الوطن العربي ومن خارجه الى سورية تترقب وتنتظر ماذا سيحدث بعد الرحيل المفاجئ، وكان هناك مَن هو مطمئن لقدرة شعب سورية ومؤسساته على تجاوز الحدث في سلام من دون هزات، لكن كان هناك ايضاً مََن شكّك وتربّص منتظراً ان تدخل سورية في أزمة مستعصية... وقال: "لم تهز العواطف سورية بل أثبتت من جديد قدرتها المدهشة على الاستجابة السريعة الحضارية والمنظمة للمهام التي طرحتها التطورات وحولت المحنة التي هزتها من الأعماق الى عمل منظم وقوة دفع لتجاوز المصاب"، مشيراً الى الالتفاف الشعبي المطلق حول الرفيق الدكتور بشار الأسد. وتابع ان "لبنان أكد وفاءه للقائد العظيم وأثبت ان البذرة الطيبة التي زرعها حافظ الأسد على صعيد العلاقة بين البلدين الشقيقين وجدت ارضاً خصبة". وتقدم "بأحرّ التحية والوفاء والشكر للموقف النبيل الذي أبداه الشعب اللبناني واعتبر ان "لبنان قادر على بذل جهد اكبر من اجل تعزيز وفاقه الوطني وتعميق مضامين وحدته ارضاً وشعباً وتعزيز بناء الدولة والمؤسسات والتوجه نحو المستقبل بثبات وثقة كاملين"، مؤكداً الدعم السوري لتوجهات لبنان هذه. ورأى بري في كلمته "ان التصحيح والاصلاح في حياة اي دولة او حزب او مجتمع ليس حدثاً بل عملية مستمرة لازالة السلبيات على مستوى الحياة في جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقانونية وان العلاقة مع الجماهير ليست مجرد عاطفة تقال في المناسبات بل هي سلوك عمل، وان الديموقراطية لا تعني الفوضى السياسية ولكنها تعني توفير افضل الظروف التي يتمكن من خلالها المواطن من تحقيق الاختيار الحر. وان الديموقراطية التي نعمل على تطويرها وتجديدها دائماً وفق ما يخدم مصالح بلادنا وشعبنا لا تعني ممارسة المواطن للعملية الانتخابية فقط بل الاسهام في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية". ورأى "ان النصر في الجنوب يجب ان يكلل بالتنمية التي بدأتها سورية! مؤكداً انه يجب الا يبقى وضع المزارع بهذا الوضع". وقال: "ان لقاءنا يستدعي منا الوقوف على صورة الحركة السياسية في المنطقة، مشيراً الى "حال التفكك الائتلافي لحكومة باراك والتي تعبر عن انحراف المجتمع الاسرائيلي أكثر فأكثر نحو اليمين ووقوع المستوى السياسي الاسرائيلي في حال من التردي الذي تعبر عنه المزايدات على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وفي الطليعة حق العودة وتقرير المصير وعلى حساب الجولان العربي السوري والأراضي العربية المحتلة وعلى حساب القدس". وأوضح "ان الرئيس حافظ الأسد أدرك هذا الامر، حين تطلّع الجميع الى رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك على انه نبيّ للسلام، وقدّر ان المجتمع الاسرائيلي غير ناضج او ملائم للسلام. وهو على هذا الأساس رفض في جنيف وقبلها، ان يدفع من الجيب العربي، ثمن بناء موقع باراك كوزير اسرائيلي أول. ان الامور في اسرائيل لم تصل الى ما وصلت اليه نتيجة الوقائع الاسرائيلية وصراع الاضداد واتجاهات المجتمع الاسرائيلي فحسب، بل لأن الرئيس الأسد استطاع ادارة الصراع على نحو اثبت عجز القوة الاسرائيلية المسلحة بأحدث الأسلحة، عن فرض الاستسلام على شعوبنا واستفرادها وصولاً الى محاولة ايجاد شرخ في العلاقات اللبنانية السورية أو ايجاد التوتر في العلاقات العربية العربية". واعتبر ان "ما يحصل الآن في واشنطن سباق بين المنهج الذي قام به لبنان بانسحاب اسرائيل من أرض عربية من دون مفاوضات أو تنازل، يخشى من تمدده الى بقية المناطق، ومنهج اطفاء هذا النور ليقال ان المثل في كامب ديفيد لا في جنوبلبنان وشهدائه". وأبدى خشيته من حصول اتفاق في كامب ديفيد، "لا ينفذ، لأنه من غير المعقول الا ينفذ اتفاق اوسلو، وأن ينفذ اتفاق حول اللاجئين". وقال ان "الاسرائيليين يكسبون الوقت حتى موعد الانتخابات الاميركية ليتمكنوا من ابتزاز موقف الحزبين الاميركيين المتنافسين على الرئاسة". ونبّه من "ان الوقائع الاسرائيلية المفككة الراهنة ستقود المنطقة الى توترات مختلفة في محاولة من المستوى السياسي في اسرائيل الذي يمثل مختلف التيارات، لإبعاد خطر السلام عن اسرائيل" وحذر من "ان تضغط الاخيرة بوسائل عنيفة على الفلسطينيين لايجاد وقائع جديدة تجعلها بمنأى عن المفاوضات حول عودة اللاجئين ومستقبل القدس ومن انها ستسعى الى الانتقام من لبنان باستعمال اي ذريعة او مبرر". وأكد "ثقتنا بأنفسنا على تحصين النصر والدفاع عن سيادتنا الوطنية خصوصاً اننا نلمس يوماً بعد يوم ان ما تريده اسرائيل من الأممالمتحدة هو مجرد الاعلان انها انسحبت وفق القرار 425 لتبرير أي عدوان في المستقبل، في وقت تواصل وضع العراقيل المتمثلة بالخروقات على طول الحدود امام آليات تنفيذ هذا القرار بدءاً بانتشار قوات الطوارئ لمساعدة الحكومة اللبنانية على بسط سيادتها حتى الحدود الدولية". وأشار الى "ان سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تتمسك باستراتيجية السلام المبنية على الثوابت والمبادئ الوطنية والقومية والمستندة الى الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن". وقال ان "ما ننشده نحن وسورية وسنسعى اليه بكل صدق واخلاص هو ان نصل الى السلام العادل والشامل. وقد اثبتنا ان الاستسلام غير موجود في قاموسنا ونهجنا وعقيدتنا وعملنا".