نجا اليهود الثلاثة عشر مع أربعة مسلمين متهمين بالتجسس لصالح اسرائيل، من عقوبة الاعدام أو السجن المؤبد وتمت ادانة عشرة من اليهود واثنين من المسلمين بتهم تراوحت ما بين التجسس والتعاون مع اسرائيل، وتشكيل شبكة غير قانونية بينما تمت تبرئة ثلاثة من اليهود واثنين من المسلمين وبقي ملف القضية مفتوحاً لتعقب أربعة متهمين آخرين يبدو أنهم فارون خارج ايران. وتم اعلان الأحكام في مدينة شيراز بمحافظة فارس جنوبايران بعدما أنهت المحكمة الثورية النظر في قضية الثلاثة عشر الذين بدأت محاكمتهم في 13 نيسان ابريل الماضي. وفي معلومات "الحياة" المستقاة من مصادر هيئة الدفاع ان العقوبات بالسجن تراوحت ما بين سنتين وثلاث عشرة سنة. وحسب الناطق باسم هيئة الدفاع اسماعيل ناصري فقد تمت ادانة أشير زادمهر 54 عاماً بتهمة التعاون مع اسرائيل السجن ل7 سنوات وتشكيل مجموعة غير قانونية السجن ل6 سنوات فوصل الحكم بالسجن عليه الى 13 سنة. وتمت تبرأته من ثلاث اتهامات أخرى. وحكم على حميد تفلين 31 عاماً بالسجن 13 سنة بتهمتين من أصل خمس وهما الانتماء الى شبكة تجسس ومعاداة النظام الجمهوري الاسلامي السجن 9 سنوات والتعاون مع اسرائيل السجن ل4 سنوات. وأدين ليفي حييم بثلاث تهم من أصل خمس هي ادارة قسم من شبكة التجسس في اصفهان وسط ايران 3 سنوات والتعاون مع اسرائيل 7 سنوات والعمل على تجنيد بعض الأشخاص في تلك الشبكة سنة مما أوصل حكمه بالسجن الى 11 سنة. كما حكم على رامين فرزام بالسجن 10 سنوات لادانته بتهمتي التعاون مع اسرائيل 8 سنوات والعضوية في شبكة غير قانونية سنتان. وحكم على فرهاد سله بالسجن ثماني سنوات بعد ادانته بتهمتين من أصل ست هما التعاون مع اسرائيل 6 سنوات والانتماء الى شبكة جاسوسية سنتان، بينما حكم على جاويد بنت يعقوب بالسجن تسع سنوات بتهم التعامل مع اسرائيل 6 سنوات والانتماء الى شبكة تجسس سنتان وتجنيد أشخاص آخرين في هذه الشبكة سنة واحدة. ووصلت أحكام السجن بحق شاهروخ باك نهاد الى ثماني سنوات بتهمة الانتماء الى شبكة التجسس 3 سنوات وجمع معلومات ووضعها في تصرف الآخرين 5 سنوات. كما حكم على فرزاد كاشي بالسجن ثماني سنوات بتهمة التعاون مع اسرائيل 6 سنوات والانتماء الى شبكة سنتان. ودين اخوه فرامرز كاشي بتهمة العضوية في شبكة غير قانونية في شيراز سنتان وبالتعاون مع اسرائيل 3 سنوات. وحكم على ردامين نعمت زاده أربع سنوات بتهمة التعاون مع اسرائيل سنتان وجمع وارسال معلومات اليها سنتان. أما المتهمان المسلمان علي أكبر صفايي ومهراب يوسفي فقد حكم على كل منهما بالسجن مدة سنتين بتهمة المشاركة في أعمال التجسس والتعاون مع اسرائيل. وكان لافتاً أن هذه الأحكام كانت جميعها أحكاماً غير نهائية قابلة للاستئناف خلال مدة عشرين يوماً. وقد سارع محامو المتهمين الى اعلان أنهم سيقدمون استئنافاً لهذه الأحكام. ووجه المحامي اسماعيل ناصري انتقاداً الى رئيس عدلية محافظة فارس حسين علي أميري لأنه كشف عن جزء من الأحكام لوسائل الاعلام الرسمية، ووصف الحكم بأنه "سياسي وغير مقبول من جانب عائلات المتهمين والمحامين". لكن ناصري وصف نجاة المتهمين من عقوبة الاعدام والسجن المؤبد بأنها "توفيق كبير جداً". وفي ردود الفعل الأولى قال النائب اليهودي موريس معتمد ان الطائفة اليهودية صدمت جراء الاحكام الصادرة وأضاف ان "الحكم كان قاسياً وغير متوقع". "المحاكمة عادلة" وأكد القضاء ان المحاكمة كانت عادلة حسبما قال رئيس عدلية محافظة فارس حسين علي أميري الذي رفض الموقف الأميركي القائل بأن الشروط القانونية الدولية لم تكن متوافرة في هذه المحاكمة. وأوضح القضاء انها المرة الأولى في تاريخه التي يتم الاعلان فيها عن احكام تتعلق بقضية تجسس نظراً للمحاذير الأمنية. ولعل ذلك يعود الى انتظار عواصم القرار الدولي نتائج هذه المحاكمة، والى الضغوط التي مورست على ايران بشأنها إلا أن الرئيس محمد خاتمي وحكومته، تمسك باستقلالية القضاء، مع وعد قطعه للوسطاء الدوليين بأن تكون المحاكمة عادلة. وشكل انعقاد المحكمة وصدور الأحكام تجاوزاً لتلك الضغوط الدولية، ويرى بعض الأوساط ان الكشف عن هذه الشبكة قد يوجه ضربة الى جهاز المخابرات الاسرائيلية موساد اذ تفيد معلومات "الحياة" ان لدى الطرف الايراني اسماء ضباط وعسكريين اسرائيليين كانوا على ارتباط مع هذه الشبكة. اجماع اما على الصعيد الداخلي الايراني فسجل اجماع بين المحافظين والاصلاحيين على رفض التدخل الأجنبي سواء كان أميركياً أو أوروبياً في هذه القضية التي تصفها الخارجية الايرانية بأنها شأن داخلي، وهو ما يظهر حساسية دوائر القرار الايراني تجاه القضايا المتعلقة بالأمن القومي. ولوحظ ان طهران سجلت دهشتها لانحصار المساعي الدولية في قضية اليهود دون المسلمين وجاءت الأحكام بالادانة والبراءة لمتهمين يهود وآخرين مسلمين كرسالة أرادت منها طهران القول ان الانتماء المذهبي والديني لا علاقة له بالقضية، خصوصاً وان أحد الذين دينوا من المسلمين كان عسكرياً. المؤتمر اليهودي وكان المؤتمر اليهودي العالمي، رويترز، قال اول من امس ان نتيجة محاكمة 13 يهوديا متهمين بالتجسس لحساب اسرائيل في ايران ستساعد على تحديد ما اذا كانت علاقات طهران مع اوروبا والولايات المتحدة ستزداد فتوراً ام تحسناً. وقال المدير التنفيذي للمؤتمر اليهودي العالمي ايلان شتينبرغ ل"رويترز": "اذا كانت هناك نتيجة ايجابية سنعمل مع ادارة كلينتون لتشجيع حدوث تقارب بشكل اكبر ولكن على الجانب الاخر اذا واجه المتهمون كما هو متوقع على نطاق واسع عقوبة صارمة فاننا نخطط لسلسلة كاملة من التحركات الديبلوماسية تتضمن احتجاجات واجراءات تشريعية وتحركات اخرى". وفي ما يتعلق بالاجراءات التشريعية فقد تحاول تلك المنظمة على سبيل المثال جعل ادارة كلينتون تعيد فرض عقوبات على الصادرات الايرانية غير النفطية التي تتراوح من السجاد الى الكافيار والتي رفعت في مارس اذار في مفاتحة رئيسية لايران. وقال شتينبرغ الذي اوضح ان المؤتمر اليهودي العالمي على اتصال بالولايات المتحدة والحكومات الاوروبية: "اعتمادا على نتيجة الحكم غدا قد نحث الدول التي لها سفارات في ايران على استدعاء سفرائها".