كشف محاميان فرنسيان من منظمة "محامون بلا حدود" عن وجود اتهامات بالتجسس لمصلحة العراق واسرائيل موجهة ضد أربعة من اليهود الايرانيين ال13 الذين يحاكمون في قضية شبكة التجسس في مدينة شيراز جنوبايران. وقال المحاميان بيار دوناك واستيفان زربيب، المكلفان متابعة القضية من جانب المنظمة، ان هذه الاتهامات وجهت الى كل من ناصر ليفي حاييم وشاهروخ باكنهاد وفرامرز كاشي وأشير زادمير. وأوضح المحاميان في بيان ان "من الصعب جداً أن يكون المرء جاسوساً لاسرائيل والعراق في وقت واحد خصوصاً أن المتهمين ليسوا من الأثرياء" ولم يعطيا مزيداً من الايضاحات. وجاء في البيان ان الاتهامات تتناول جمع معلومات عسكرية وسياسية وثقافية خلال الحرب العراقية - الايرانية. وكان عدد من المتهمين أعلن في تصريحات متلفزة "ان المعلومات التي كان يجمعها ويرسلها الى اسرائيل تمت إعادة ارسالها من اسرائيل الى العراق أثناء الحرب مع ايران"، وهي معلومات تتعلق بمراكز حيوية داخل ايران. ولم يؤيد القضاء ما أعلنه المحاميان الفرنسيان عن توجيه تهمة التجسس أيضاً لمصلحة العراق لليهود المحاكمين، واكتفت عدلية محافظة فارس بالقول ان التهم متعلقة "بالتجسس لاسرائيل والقيام بنشاطات ضد الأمن القومي". واعترف ثمانية من عشرة متهمين بالتجسس لصالح اسرائيل والارتباط بجهاز المخابرات الاسرائيلية "الموساد" وان بنسب متفاوتة. ومن المقرر أن يمثل ثلاثة متهمين آخرين من اليهود وثمانية مسلمين متهمين في القضية ذاتها أمام المحكمة قريباً. وفي حال توجيه التهم رسمياً الى بعض المتهمين بالتجسس للعراق واسرائيل معاً، فإن ذلك يشكل اتهاماً ايرانياً رسمياً لبغداد بالتعاون مع تل أبيب لمواجهة طهران خلال الحرب العراقية - الايرانية. ويأتي هذا التطور في وقت اشتد التوتر بين البلدين بعد عمليات نفذتها منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المتمركزة في العراق ضد ايران، وأخرى نفذتها المعارضة العراقية التي تدعمها ايران ضد منشآت حكومية عراقية. وطغت هذه التوترات على تطورات ايجابية خجولة منها اطلاق الأسرى. وتستعد طهران حالياً لإطلاق نحو 500 أسير عراقي من جانب واحد، استمراراً لمبادرات مماثلة شملت أكثر من ألفي أسير اطلقوا أخيراً.