وصل رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار مساء أمس إلى نواكشوط من الجزائر في زيارة لموريتانيا تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع ورجال أعمال. وكان اثنار شدد، خلال وجوده في الجزائر، على العمل لتطوير التعاون الثنائي مع بلدان المغرب العربي. ويأمل الطرفان، الاسباني والموريتاني، بأن تسهم زيارة اثنار في تطوير العلاقات التجارية والسياسية بين البلدين ورفع حجم التبادل بينهما. وترتبط موريتانياواسبانيا بعلاقات تجارية مهمة في مجالات الصيد والزراعة. وتستورد موريتانيا بضائع استهلاكية اسبانية مختلفة. كما يرتبطان باتفاقات عسكرية. ويهتم البلدان معاً بموضوع الصحراء الغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة، المتاخمة للحدود الشمالية الموريتانية والتي سبق أن مكنت اسبانيا موريتاينا من احتلال جزئها الجنوبي قبل أن يقرر الجيش الموريتاني الانسحاب منها العام 1978 من خلال اتفاق مع جبهة "بوليساريو". وينسق البلدان المواقف من الأفكار المطروحة من أجل ايجاد حل للصراع الدائر في الصحراء الغربية. ويعود إلى اسبانيا الفضل، نسبياً، في قبول موريتانيا عضواً مراقباً في مجموعة الدول المتوسطية التي لا ينتمي إليها هذا البلد جغرافياً. ومارست اسبانيا ضغوطاً ساعدت في قبول موريتانيا إقامة علاقات مع إسرائيل على مستوى مكاتب الارتباط قبل أعوام، الخطوة التي اكتملت بإقامة علاقات كاملة العام الماضي. وكان أثنار حرص في مؤتمر صحافي عقده في الجزائر قبل مغادرته إلى نواكشوط، على تأكيد الأهمية السياسية لزيارته للعاصمة الجزائرية، كونها "أول زيارة يقوم بها رئيس حكومة أوروبي منذ العام 1992"، لافتاً إلى أنها تعبير عن "الثقة السياسية المتنامية والعلاقات الرفيعة" التي تربط مسؤولي البلدين، ومبدياً استعداداً لتطوير التعاون الثنائي ليشمل كل المجالات من دون استثناء. وحدد رئيس الحكومة الاسباني دعم بلاده لجهود الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة من أجل دعم الوئام المدني والسلم والاستقرار وحماية حقوق الإنسان وتعزيز دولة القانون، داعياً إلى ضرورة التخلص من ثقافة العنف والحقد كخيار بديل للاستقرار في المنطقة وفي بلاد الباسك الاسبانية التي تشهد تصعيداً كبيراً للعنف. وعبر رئيس الحكومة الاسباني عن تأييده فكرة تحويل الديون الجزائرية إلى استثمارات في مشاريع تحدد مسبقاً. ودعا إلى "إعداد مشاريع محددة في أسرع وقت". وشدد على أهمية تقديم مشاريع عملية وملموسة وعدم الاكتفاء باطلاق تصريحات لا جدوى منها، وعبر عن استعداد حكومته ورجال الأعمال دراسة هذه المشاريع للبت فيها قريباً. كما اوضح أنه سيتم إبرام بروتوكول مالي بين البلدين لتسهيل استثمارات الشركات الاسبانية في الجزائر. وعن النزاع في الصحراء الغربية قال اثنار: "ليس هناك جديد تريد اسبانيا ابلاغه. نحن متمسكون بمخطط السلام الأممي وجهود الأممالمتحدة. ونحن ندعم هذه الجهود وخطة الاستفتاء المقررة في المنطقة".