طردت السلطات الموريتانية مسؤولاً صحراوياً رفيع المستوى من دون إعطاء تفسيرات للاجراء الذي اعتبر مراقبون أنه يخدم التقارب الحاصل مع المغرب في حين تسوء علاقات نواكشوط مع الجزائر. وقالت مصادر صحراوية في نواكشوط ل"الحياة" أمس إن شرطة موريتانيين دخلوا ليل السبت منزل ممثل جبهة "بوليساريو" في موريتانيا حمتي ولد الرباني وأمروه بمغادرة البلاد فوراً. وتابعت انه تمت مرافقة المسؤول الصحراوي في اليوم نفسه حتى الحدود مع الجزء الصحراوي الخاضع ل "بوليساريو". ولم تعط السلطات الموريتانية، طبقاً للصحراويين، تفسيراً للأمر. لكن يقال إن الرباني وهو "مسؤول الجالية الصحراوية" في موريتانيا وعضو اللجنة الدائمة ل"بوليساريو" و"وزير العدل" السابق في "الجمهورية الصحراوية"، أدلى أخيراً بتصريحات اتهم فيها موريتانيا بالتقارب مع المغرب على حساب الصحراويين. وتواجه علاقات موريتانيا مع "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" "بوليساريو" بعض المصاعب منذ اعتداء "مجهولين" على سياح ألمان قبل أشهر في الشمال الموريتاني. لكن المصاعب الحقيقية تبدو في نظر مراقبين ناجمة عن التحسن الملحوظ في علاقات نواكشوط والرباط. وتتجه علاقات الطرفين إلى التحسن منذ وصول الملك محمد السادس إلى سدة الحكم في صيف العام الماضي. ويبذل الطرفان جهوداً ملموسة في هذا الاتجاه. وصدرت عن المغاربة في مناسبات مختلفة تصريحات مفادها أن "هناك إرادة ملكية قوية في التركيز على العلاقات مع موريتانيا"، وأن العلاقات مع هذا البلد تقع في أولويات الديبلوماسية المغربية. ويعرب المسؤولون الموريتانيون بدورهم عن الكثير من الارتياح لما يقولون إنه "اهتمام مغربي حقيقي" بتطوير العلاقات بين الطرفين. وقامت العلاقات الموريتانية - المغربية على الشكوك المتبادلة خلال الأربعين سنة الماضية لأسباب تتعلق بالموقف المغربي الرافض لاستقلال موريتانيا والذي استمر حتى بداية السبعينات، واتهامات المغرب لموريتانيا في الثمانينات بأنها "قاعدة خلفية لبوليساريو". وتعرف العلاقات الجزائرية - الموريتانية التي كانت دوماً جيدة - باستثناء الفترة التي دخلت فيها موريتانيا "حرب الصحراء" 1975 - 1979 - فتوراً شديداً منذ أبرمت موريتانيا اتفاقاً مع إسرائيل تم بموجبه فتح سفارتين لكل منهما في البلد الآخر. وصدرت عن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تصريحات اعتبرها الموريتانيون مهينة.