وسعت حركات سودانية معارضة نطاق مواجهتها مع الحكومة شرقاً وجنوباً، في خطوة إستباق لقطع الطريق على مساعي التسوية السياسية بين الفرقاء السودانيين. وتأهبت الحكومةالسودانية لمواجهة عسكرية مع قوات المعارضة السودانية بقيادة العقيد جون قرنق في ظل معلومات عن حشود على الجبهة الشرقية تحظى بدعم وتسليح من أريتريا وتستهدف الهجوم على مدينة كسلا وقطع طريق بورتسودان - الخرطوم الحيوي. وتزامنت نذر الحرب في الشرق مع تزايد المعارك في الجنوب وتحذيرات من الخرطوم من هجوم يستهدف مناطق النفط ومدينة جوبا كبرى مدن الجنوب. ووجهت الخرطوم أمس إتهاما صريحاً لأريتريا بدعم الهجوم الذي تخطط له قوات قرنق، وأكد حاكم ولاية كسلا الحدودية إبراهيم محمود أن "لدينا أدلة تؤكد تورط الحكومة الاريترية في مخطط لشن هجوم على شرق البلاد" و"التخطيط للعمليات العسكرية المنسوبة الى الحركة الشعبية لتحرير السودان". وقال مسؤولون سودانيون إن الهجوم يرمي الى احتلال مدينة كسلا وقطع طريق الميناء الحيوي. ويعتقد المسؤولون السودانيون إن الموقف الاريتري يأتي لإعتقاد اسمرا أن السودان قدم تسهيلات عسكرية لاثيوبيا في هجومها الكاسح على اريتريا أخيراً. تفاصيل ص 5 وإستمرت الدعوات الى حشد القوات في الخرطوم أمس وبدأ مسؤولون عقد لقاءات تعبئة مع القيادات السياسية والاعلامية والشعبية. وبادرت الحكومة للمرة الاولى منذ انقسام الحزب الحاكم، الى الاتصال بحزب "المؤتمر الوطني الشعبي" لدعوته الى لقاء منفرد في ظل أجواء حشد الرأي العام المحلي. وكانت الحكومة امتنعت عن دعوة حزب الترابي الى لقاء الرئيس عمر البشير مع قادة الاحزاب قبل يومين لمناقشة تدهور الوضع الامني في الجنوب في ظل هجمات قرنق الاخيرة. ولم يرد حزب الترابي بعد على الدعوة الحكومية. وينتظر أن يتحدث الترابي في ندوة اليوم في مدينة الخرطوم بحري هي الثالثة من سلسلة ندوات حاشدة عقدها الزعيم الاسلامي وحمل فيها بعنف على حكومة البشير. وجاء التصعيد العسكري بعد وقت قصير من إعلان قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض قبول دعوة مصرية لعقد لقاء مباشر وغير مشروط مع الحكومة السودانية في القاهرة. وسبقت هذا المسعى عودة قيادات حزب الامة المعارض الى البلاد ودعوة الرئيس عمر البشير الى ملتقى تحضيري للحوار في الخرطوم يضم المعارضة والحكومة. ويشهد جنوب البلاد منذ أيام تصعيداً عسكرياً في شمال أعالي النيل القريبة من حقل انتاج النفط في عدارييل، وولاية الوحدة الغنية بالنفط التي تجاور حقول انتاجه الرئيسية التي تعتمد عليها البلاد في استهلاكها من الوقود وصادراتها. ولفتت زيارة قام بها وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح امس لمدينة واو ثاني كبرى المدن في جنوب البلاد الى تدهور الأوضاع العسكرية في بحر الغزال اثر تقدم قوات الحركة "الشعبية لتحرير السودان" واستيلائها على مدينة غوغريال وجسر اللول، ما أدى الى قطع خط السكة الحديد الوحيد الذي يربط شمال البلاد بجنوبها واحتلال منشآت مدنية على الخط من بابنوسة في غرب البلاد الى أويل في جنوبها.