إستقبلت الجماعات الإسلامية المسلحة رئيس الحكومة الإسباني خوسيه ماريا أثنار الذي بدأ أمس زيارة للجزائر، بمزيد من التصعيد الأمني. وأُفيد ان 12 مواطناً قُتلوا على "حاجز مزيّف"، في حين سقط ثمانية عسكريين في مكمن. أُعلن في الجزائر أمس ان مجموعة مسلحة اغتالت مساء الأحد - الإثنين 12 قروياً بعض المصادر قال انهم تسعة فقط في منطقة الناظور في ولاية تيبازة 70 كلم غرب العاصمة. وقالت مصادر محلية ان الإعتداء وقع عندما اعترضت جماعة مجهولة العدد في حدود التاسعة ليلاً طريق حافلة تقل مسافرين بين الناظور وحجوط، وبدأت في إطلاق وابل من الرصاص على المسافرين الذين توفي بعضهم فوراً في حين لفظ آخرون أنفاسهم في المستشفى. ورجحت أن ترتفع الحصيلة كون إصابة بعض الجرحى خطيرة. وجاء هذا الإعتداء في سياق التدهور المفاجئ في الأوضاع الأمنية منذ أكثر من أسبوعين، مما أدى الى مقتل العشرات. وكانت ولاية تيبازة الساحلية والتي تفصل بين منطقتي المدية والبليدة شهدت خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من أعمال عنف أودت بحياة ستة مصطافين. وكشفت أمس صحيفة "الوطن" مقتل ثمانية عسكريين خلال مكمن نصبته مجموعة تابعة ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في ولد عطية الجبلية في منطقة القل التابعة لولاية السكيكدة 510 كلم شرق البلاد. وأفادت الصحيفة المطلعة على الشؤون الأمنية أنه عُثر على جثث الجنود يومي السبت والأحد بعدما تعرضوا لهجوم مفاجئ شنّه أعضاء في جماعة حسان حطاب الذين طوقوا عناصر الجيش وأمطروهم بوابل من الرصاص والقنابل. وأوضحت الصحيفة التي استقت معلوماتها من مصادر وصفتها ب "الموثوقة"، ان الجنود الذين كانوا يقومون بدورية عادية في المرتفعات الجبلية، ذهبوا ضحية معلومات قدمتها الى جماعة حطاب "عناصر تائبة" مستفيدة من تدابير الوئام. وكانت فرنسا أعربت الخميس الماضي عن قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في الجزائر وأكدت تضامنها مع الشعب الجزائري في محنته. على صعيد آخر، بدأ رئيس الحكومة الاسباني خوسيه ماريا أثنار، ظهر أمس، زيارة رسمية للجزائر هي الأولى لمسؤول أوروبي على هذا المستوى منذ بدء أحداث العنف في 1992. واستقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في مطار الجزائر، المسؤول الإسباني الذي وصل على رأس وفد يضم رجال أعمال وبعض المسؤولين. وقالت مصادر رسمية ان الزيارة تهدف اساساً الى "تقوية علاقات الصداقة التقليدية والتعاون وحسن الجوار، وهي مناسبة لتعميق التشاور حول قضايا جوهرية ودولية ذات اهتمام مشترك". ويتوقع ان يشكل النزاع في الصحراء الغربية وتعثر خطة الاممالمتحدة لتنظيم استفتاء على تقرير المصير، واحدة من القضايا التي سيبحثها مسؤولو البلدين، إضافة إلى قضايا الامن والتعاون في المتوسط. ومن المقرر ان ينتقل اثنار الى موريتانيا في ختام زيارته للجزائر.