أكد الرئيس حسني مبارك أمس أن مصر "لا تقبل التدخل الخارجي في شؤون السودان او ما يمس سلامة اراضيه ويحدث اضطرابا في مسيرة العملية السلمية التي تقوم على حوار مقترح تعمل من أجله حتى يتوقف النزيف الداخلي" في هذا البلد. وأعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في القاهرة التي زارها أمس في طريقه الى بريطانيا أن اجتماع الحكومة السودانية والمعارضة الذي تستضيفه القاهرة سيعقد الشهر المقبل. استقبل الرئيس حسني مبارك امس وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل الذي صرح عقب اللقاء بأنه إلى الرئيس المصري نقل رسالة شفوية من الرئيس عمر البشير تتعلق بالأوضاع الداخلية في السودان، خصوصاً في مناطق المواجهات مع المعارضة على الحدود الشرقية وفي جنوب البلاد. واعتبر ان خرق "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة العقيد جون قرنق وقف النار في منطقة بحر الغزال "سيخلق وضعاً انسانياً سيئاً". وفي شأن العلاقات المصرية - السودانية اوضح إسماعيل انه استمع الى تأكيدات من مبارك لضرورة تطوير هذه العلاقات وازالة العقبات التي تعترض طريقها والاعداد الجيد لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين والمقرر في الثاني من ايلول سبتمبر المقبل. وصرح وزير الخارجية المصري عمرو موسى من جانبه، بأن مبارك استمع الى عرض مفصل من اسماعيل للتطورات السلبية في عدد من المناطق السودانية التي تعاني بسبب الاعمال العسكرية والتدخلات الخارجية في الشأن السوداني. وأكد موسى ان "مصر لا تقبل التدخل الخارجي في شؤون السودان او ما يمس سلامة اراضيه ويحدث اضطرابا في مسيرة العملية السلمية التي تقوم على حوار مقترح تعمل من اجله حتى يتوقف النزيف الداخلي في السودان". وأوضح موسى ان "مصر تجري اتصالات مع فصائل المعارضة ومنها "التجمع الوطني الديموقراطي" وحزب "الامة" وقرنق وزعماء الجنوب للتحرك نحو تنشيط الحوار، مؤكداً أن "التشاور سيستمر بين مصر والسودان في هذا الشأن". وكان مبارك تلقى اتصالاً هاتفياً من البشير اول من امس عشية زيارة اسماعيل للقاهرة. واجرى وزيرا خارجية البلدين محادثات تناولت نتائج الجهود المصرية - الليبية لعقد لقاء تمهيدي بين المعارضة السودانية والحكومة في القاهرة الشهر المقبل. وصرح اسماعيل قبيل مغادرته مطار القاهرة الى لندن ظهرامس، بأنه أكد لمبارك استعداد السودان للمضي قدما في المبادرة المصرية - الليبية كاطار للحل الشامل للمشكلة السودانية، وكذلك استعداد السودان للمشاركة في الملتقى التمهيدي الذي دعت اليه اللجنة المصرية - الليبية. ويبدأ اسماعيل اليوم زيارة لبريطانيا يجري خلالها اليوم محادثات مع نظيره البريطاني روبن كوك ووزير الدولة في وزارة الخارجية بيتر هين للبحث في سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية. ويقول مسؤولون بريطانيون إن لندن ستغتنم الفرصة للاستماع الى تقويم اسماعيل للاوضاع الداخلية في ضوء جهود الحكومة السودانية لتحقيق الوفاق الوطني واقرار السلام في الجنوب. وينتظر أن تشمل المحادثات ايضا التعاون التجاري وعلاقات السودان مع دول الجوار. وستؤكد بريطانيا اهتمامها بتحقيق السلام في جنوب السودان وإنهاء الحرب الاهلية.