واشنطن - رويترز - انتقل معترك السياسة الاسرائيلية الى واشنطن مع تبادل الاتهامات بالخيانة والجبن بين مؤيدي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ومعارضيه أثناء محادثاته حول سلام الشرق الاوسط في كامب ديفيد. وقالت ليمور ليفنات الوزيرة السابقة في حزب ليكود المعارض ل"رويترز" إنها سافرت الى العاصمة الاميركية لتحذير باراك من تقديم "تنازلات بشأن القدس لا يمكن ان يقبلها الاسرائيليون وبالتخلي عن وادي الأردن واقتلاع 50 ألف يهودي من منازلهم في يهودا والسامرة الضفة الغربية". ونظراً لأنها لا تستطيع الوصول الى المنتجع الرئاسي حيث يتفاوض باراك مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في المحادثات التي توسط فيها الرئيس الاميركي بيل كلينتون، فإنها تفعل ذلك باستخدام بوق الاعلام. وقالت ليفنات إن باراك لم يعد يتمتع بالغالبية البرلمانية ويجب ان يقبل اجراء انتخابات مبكرة ويسمح للشعب الإسرائيلي باتخاذ القرار. وفي الناحية الاخرى من المدينة قال رئيس البرلمان ابراهام بورغ أحد أكبر حلفاء باراك السياسيين ان المعارضة تجاوزت حدودها بالسفر للخارج لمهاجمة رئيس الوزراء بينما يجلس إلى مائدة المفاوضات. وقال بورغ ل"رويترز" في مقابلة: "موقفي انه لا ينبغي نقل المعارك الداخلية الى الخارج. على اسرائيل ان تبقي معاركها داخل نطاق الوطن. اخطأت المعارضة بعدم الوقوف خلف رئيس الوزراء في هذا الوقت المصيري". وقالت ليفنات التي وصلت إلى واشنطن بدعوة من معهد المشروع الاميركي، وهو معهد أبحاث محافظ ان ليكود ليس المعارض الوحيد لتلك "التنازلات" التي قد يقدمها باراك. وتركت ثلاثة أحزاب الائتلاف الحاكم في اسرائيل احتجاجاً على سفر رئيس الوزراء الاسرائيلي لحضور القمة. وأضافت: "حتى ديفيد ليفي وزير خارجية باراك نفسه رفض الحضور الى كامب ديفيد. تخيل فقط لو ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لم تشارك في مفاوضات تتناول مستقبل أميركا". واردفت: "لا يمكن لأي رئيس وزراء ان يفعل ما يحلو له متجاهلاً البرلمان الاسرائيلي". ولكن بورغ، وهو عضو في حزب العمل، قلل من أزمة ائتلاف باراك، وقال إنه لا يعتقد ان البرلمان سيرفض في النهاية اتفاقاً يؤيده الشعب الاسرائيلي. وأضاف: "لن يصوت الكنيست البرلمان ضد رأي الشعب. إن مفهوم الاستفتاء في نهاية الأمر معد للتغلب على جبن النظام السياسي". وتابع قائلاً: "هناك فئات كثيرة قلقة من طبيعة القرارات لدرجة انهم يؤجلون مسؤولية اتخاذ القرارات. ان هذا جبن". واردف ان من الممكن اجراء انتخابات مبكرة في نفس الوقت الذي يجرى فيه استفتاء على اتفاق سلام. وقالت ليفنات ان باراك وعد اثناء حملته الانتخابية بابقاء غور الاردن تحت السيطرة الاسرائيلية، وان "المناطق الأمنية مثل وادي الاردن لا يمكن أبداً اعطاؤها للفلسطينيين". أما بورغ فأشار إلى ان باراك، وهو رئيس سابق لأركان القوات المسلحة، ليس سياسياً تقليدياً. وأضاف: "يمكن ان يعود باراك من الولاياتالمتحدة باتفاق ويصبح ملكاً للعالم. يمكن ان يعود باتفاق ثم يسقط على وجهه مثل الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي خسر الانتخابات بعد فوزه في حرب الخليج. يمكن ان يعود بدون اتفاق ويظل ملكاً رغم ذلك بقوله انه بذل كل ما في وسعه".