حافظت بطولة ويمبلدون لكرة المضرب على تقاليدها الانكليزية حتى على صعيد الطقس، فتوافرت الغيوم وانهمرت الأمطار في الشهر الأكثر حرارة في معظم دول العالم. وخروج واحد عن المألوف: تأجيل فردي السيدات للمرة الأولى ليقام يوم الأحد بدلاً من السبت في سابقة لم تعرف لها ويمبلدون مثيلاً. ولم تمنع الامطار من احتشاد الجماهير خارج اسوار الملاعب منذ ساعات الفجر الاولى لتحظى ببطاقات الدخول ومشاهدة الافضل عالمياً. ولم تخل البطولة كعادتها من المفاجآت ولكنها توجت في النهاية اسماء لها باع طويل في عالم اللعبة البيضاء. الاميركي سامبراس الملقب بالملك جدد ولايته السادسة في سبعة أعوام، وتنحت غراف ملكة السيدات عن عرشها لملكة جديدة هي مواطنته ديفنبورت، واللافت ان الفوز الاميركي المزدوج صادف احتفال موطنهما بيوم استقلاله. وأثبت بيت سامبراس أحقيته بمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولات الكبرى 12 مرة مع الاسترالي روي اميرسون، بفوز جيد ومقنع على مواطنه اندريه اغاسي 6-3 و6-4 و7-5. ويبدو ان سامبراس 27 عاماً، الذي لم يخسر الا مباراة واحدة خلال سبع سنوات في ويمبلدون، قد نجح في استعادة تألقه بعد ان ابتعد عن اللعبة لستة اشهر للتفرغ الى حل بعض مشاكله الخاصة. وعلى رغم هزيمة اغاسي، إلا أن بطل ويمبلدون عام 1992 وحامل لقب رولان غاروس، تابع عروضه الرائعة وولادته الجديدة وتألقه الملفت في دورة رولان غاروس في باريس الشهر الماضي، وعلى رغم تربعه على قمة التصنيف العالمي حالياً لكن عرف من هو الافضل فعلاً. ومن أبرز من ظهر في ويمبلدون هذه المرة، الاسترالي باتريك رافتر وقيل انه لو قابل سامبراس في النهائي لفاز عليه. خسر رافتر امام اغاسي في نصف النهائي 5-7و6-7 و2-6. وستنتظر الجماهير الانكليزية عاماً جديداً على امل فوز احد مواطنيها بلقب بطولتها الاولى منذ عام 1936 بعد سقوط تيم هنمان عند حاجز نصف النهائي للعام الثاني على التوالي امام الخصم العنيد ذاته سامبراس. علماً ان الاخير توقع قبل بدء البطولة ان هنمان هو البريطاني الوحيد الذي بمقدوره الفوز بلقب ويمبلدون. وترك الاسترالي مارك فيلبوسيس بصمته قبل ان يودع البطولة مصاباً بعد ان بات اللاعب الوحيد الذي فاز بشوط امام سامبراس في البطولة عندما تقدم 6-4 وانسحب عند 1-2 في ربع النهائي. السيدات مع ادعاءات الكثيرات ان تاج ويمبلدون يعود لهن فإن الملكة الحقيقية شتيفي غراف تنحت عن العرش وتنازلت عنه لدافنبورت، والمفاجاة الاكبر كانت في خروج السويسرية مارتينا هينغيس امام الاسترالية يلينا دوكيتش المجهولة من الدور الاول. وأثر الاجهاد الذهني والنفسي على غراف كثيراً من دون ان تنخفض لياقتها البدنية خلال المباريات وهي صاحبة الثلاثين ربيعاً. ولعبت غراف افضل مباراة في تاريخها امام فينوس ويليامس في ربع النهائي. وظهرت سيليش بمستوى ضعيف عندما خسرت في الدور الثالث امام لوسيتش 17 عاماً، وأثر عليها كثيراً وفاة والدها الذي تعتبره مثلها الاعلى ودافعها نحو النجاح، وهي لم تعد في المستوى ذاته منذ حادثة الاعتداء عليها عام 1993 عندما طعنها احد المتفرجين في ظهرها، وستبقى الحادثة عالقة في ذهنها. ووقف عامل السن في وجه نوفوتنا خصوصاً وخسرت امام ديفنبورت في ربع النهائى 3-6 و 4-6. الزوجي وفي مسابقة زوجي الرجال تألق الثنائي الهندي ماهش بوباثي وليندر باس وفازا في المباراة النهائية على الهولندي هارهويس والاميركي بالمر 6-7 و6-3 و6-4 و7-6. وفي زوجي السيدات فازت الاميركيتان ليندساي ديفنبورت وكورينا مورايو على الجنوب افريقية دي سوارت والاوكرانية تاتركوفا 6-4 و6-4. وفي الزوجي المختلط فاز باس والاميركية راموند على السويدي بيوركمان والروسية كورنيكوفا 6-4 و3-6 و6-3. التصنيف العالمي واستعاد الاميركي اندريه اغاسي صدارة التصنيف العالمي بعد ان تخلى عنها في شباط فبراير 1996. وتقدم اغاسي ثلاثة مراكز في التصنيف الجديد رافعاً رصيده الى 3684 نقطة بفارق 11 نقطة امام الاسترالي باتريك رافتر و90 نقطة امام مواطنه بيت سامبراس الذي تراجع الى المركز الثالث على رغم احرازه لقب بطولة ويمبلدون الانكليزية الدولية أمس الاول وبعد فوزه على اغاسي تحديداً. وكان سامبراس عادل الرقم القياسي المسجل باسم مواطنه التشيكي الاصل ايفان ليندل في عدد اسابيع التربع على قمة التصنيف العالمي والبالغ 270 اسبوعاً. وهنا المصنفون العشرة الاوائل: 1- الاميركي اندريه اغاسي 3684 نقطة، 2- الاسترالي باتريك رافتر 3673 نقطة، 3- الاميركي بيت سامبراس 3594 نقطة، 4- الروسي يفغيني كافلنيكوف 3212 نقطة، 5- البرازيلي غوستافو كويرتن 2810 نقطة، 6- البريطاني تيم هنمان 2690 نقطة، 7- الهولندي ريتشارد كرايتشيك 2431 نقطة، 8- الاسباني اليكس كوريتخا 2408 نقطة، 9- التشيلي مارتشيلو ريوس 2370 نقطة، 10- الاميركي تود مارتن 2332 نقطة.