قرر ما يسمى "حارس املاك الغائبين" الاسرائيلي اعتبار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "غائباً" ووضع اليد على أرض تعود الى والدة عرفات وهي من عائلة ابو السعود التي تقع في حي رأس العامود المشرف على المسجد الاقصى. وقالت مصادر فلسطينية واسرائيلية متطابقة ان "حارس املاك الغائبين" اتخذ قبل فترة هذا القرار الذي يوازي في مغزاه عملية مصادرة الارض، بعدما اكتشف محاولة لبيع جزء من هذه الارض الى جهة فلسطينية أخرى. وأكد الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان اليهودي خليل تفكجي ل"الحياة" أن مساحة الارض المعنية تبلغ 7،2 دونم وتقع قبالة الحي الاستيطاني اليهودي الذي عمل على اقامته المليونير اليهودي الاميركي ارفينغ موسكوفيتش. ويضم الحي 132 وحدة استيطانية يهودية في قلب حي رأس العامود العربي. وأوضح أن قرار "وضع اليد" اتخذ حين حاولت احدى قريبات الرئيس الفلسطيني، وتدعى عبير كاملة، قريبة فاطمة ابو السعود، بيع حصتها من الارض 460 متراً مربعاً الى مواطن فلسطيني من عائلة عبيدات. وقررت سلطات الاحتلال الاسرائيلي وقف عمليات التصرف بهذه الاراضي للاهمية القصوى التي تمثلها هذه الارض للبؤرة الاستيطانية الجديدة التي يوشك المستوطنون على السكن فيها. وقالت صحيفة "كول هعير" الاسبوعية العبرية ان حصة الرئيس عرفات في هذه الارض تبلغ 13 متراً مربعاً تشرف على المسجد الاقصى. واستولت اسرائيل على معظم الاراضي الفلسطينية عن طريق اعتبارها اموال غائبين كخطوة اولى يتبعها نقل "قانوني" أو تأجير لمؤسسات اسرائيلية تعمل في مجال البناء الاستيطاني اليهودي. وباستثناء البؤرة الاستيطانية التي اقامتها اسرائيل في قلب مدينة الخليل بالقرب من الحرم الابراهيمي، فإن المستوطنة الجديدة التي اقامها المستوطنون في رأس العامود تعتبر الاولى من نوعها إذ شيدت وحداتها الاستيطانية في منطقة عربية خالصة داخل القدسالشرقية. وكانت مستوطنة رأس العامود سبباً في اندلاع مواجهات حامية ووقف موقت للمفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين في عهد رئيس الحكومة اليميني الاسبق بنيامين نتانياهو، واستؤنف البناء في هذه المستوطنة في عهد ايهود باراك وشارفت على الانتهاء. واعتبرت مصادر اسرائيلية ان الكشف عن هذه المسألة في هذا الوقت يستهدف "استفزاز" عرفات الذي ابدى تمسكه بعودة القدسالشرقية كاملة الى السيطرة الفلسطينية في اطار اي اتفاق "دائم" مع الاسرائيليين. واعربت هذه المصادر عن استغرابها للقرار الاسرائيلي الرسمي الذي ينفي في الواقع وجود عرفات في البلاد.