لم يكن اتجاه جيهان راتب الى التمثيل ناتجاً من تخطيط او دراسة علمية إنما نتيجة رغبة تحققت مصادفة. فقد كانت تحب التمثيل منذ صغرها وترغب في العمل ممثلة، لكن اسرتها ظلت ترفض الفكرة، وبعد تخرجها في الجامعة عملت مذيعة اربع سنوات في شبكة راديو وتلفزيون العرب A.R.T. من هنا جاءت البداية التي تقول عنها جيهان راتب: "من خلال تقديمي بعض البرامج الفنية بدأت أكوّن علاقات في الوسط الفني، وبعدما عرف افراد اسرتي هؤلاء الفنانين عن قرب، غيروا فكرتهم السابقة عن الوسط الفني، الامر الذي ساعد كثيراً في موافقتهم على دخولي مجال التمثيل الذي احبه والذي جاء من خلال مقابلتي الموزع السينمائي محمد حسن رمزي اثناء تسجيل برنامج عن افلام العيد". وتضيف: "دار حديث جانبي بيننا عن التمثيل فسألني رمزي عن دخولي المجال واخبرته برغبتي في هذا، فاهتم بي وقدمني الى الدكتور محمد عبدالهادي لتدريبي على التمثيل، ثم رشحني للمشاركة مع يوسف شعبان في فيلم "هروب مع سبق الإصرار" من اخراج يوسف شرف الدين وانتاج A.R.T، فكان اول خطوة لي في مجال التمثيل العام الماضي. وشاهدني المخرج الراحل حسام الدين مصطفى في عرض خاص للفيلم، واختارني لتجسيد شخصية بيسان في مسلسل "نسر الشرق". وأذكر انه قال يومها: عندي دور في المسلسل له ابعاد رمزية ولا بد من ان تكون الممثلة التي تقدمه رومانسية وناعمة ترمز الى مأساة فلسطين والقدس، والتآلف بين المسلمين والمسيحيين. وكان حسام الدين بدأ تصوير المسلسل قبل ستة شهور من دون أن يعثر على الممثلة التي تجسد شخصية بيسان فكانت من نصيبي". وتتابع: "ان بيسان إمرأة قوية مهملة في حياتها الزوجية، لكنها تتغير عندما تحب، فتشعر بأنوثتها وتعيش حياتها كإنسان طبيعي، والآن اصور مسلسلاً تلفزيونياً بعنوان "من رابع المستحيلات"، من اخراج تيسير عبود". وعلى رغم حب جيهان راتب التمثيل منذ صغرها ثم عملها فيه، تلقت دراسات في مجالات مختلفة. فتخرجت في كلية الآداب القسم الانكليزي، ونالت دبلوماً في التسويق من الجامعة الاميركية، وتابعت دراسات حرة اقتصادية في سوق المال الدولية، وأخرى حرة في التمثيل، وكذلك في الموسيقى والغناء. وهي تجيد العزف على آلات موسيقية عدة، منها الغيتار والكمان، والضرب على الآلات الايقاعية وتمارس رياضتي الجمباز والغطس. وعن ذلك تقول جيهان راتب: "اخترت التمثيل لانه المجال الذي احبه لكني احب ايضاً ان اغتني بخبرات مختلفة. فإلى ما ذكرت من دراسات، كنت اتمنى ان اجد الوقت الكافي لدراسة الكيمياء والطبيعة وبرمجة الكومبيوتر. صحيح انني لم ادرس علم النفس والسياسة انما قرأت فيهما كثيراً. فدراساتي السابقة هي جزء من تكوين شخصيتي وعقلي لبناء استفيد منه مستقبلاً. والانسان إذا عاش طول عمره يدرس، فستظل تفوته اشياء، لكنني بعدما انتهيت من مرحلة بناء شخصيتي قررت ان اخوض المجال الذي احبه، فاتجهت الى التمثيل". وترى جيهان راتب ان السينما الآن اصبحت للشباب. وتقول: "هذا هو جونا، نحن الشباب، خصوصاً أن عددنا كبير، فخريجو المعاهد الفنية وخريجاتها كثر، وهناك من خارج هذه المعاهد من يمتلك موهبة التمثيل، إضافة الى المتطفلين الذين يرغبون فقط في الشهرة والمال، وكذلك فتيات الاعلانات. فالوسط الفني اصبح مزدحماً وقنواته كثيرة جداً. ولكن لن يظهر في الصورة من كل هؤلاء الا من يختاره المشاهدون. وانا عن نفسي أقول انني لم اقدم شيئاً حتى الآن واسعى الى الاجادة في عملي وتقديم شخصيات وأعمال جيدة لأنال ثقة الجمهور ومحبته". وعن الهدوء الذي يغلب على سمات وجهها، ما قد يحصرها في ادوار دون غيرها، تقول جيهان راتب: "لا أصدق هذا، فكما قدمت شخصية رومانسية هادئة في مسلسل "نسر الشرق" قدمت في فيلم "هروب مع سبق الإصرار" شخصية اخرى مختلفة. وفي "علشان ربنا يحبك" أديت دور شخصية متسلطة ومسترجلة، وفي "من رابع المستحيلات" أقدم نوعاً آخر. وكل هذه الشخصيات كانت "لايقة علي". فالممثلة تحاول تغيير شكلها بحسب طبيعة الشخصية التي تجسدها، والممثلة الجيدة يفترض بها أن تكون قادرة على تقديم كل أنماط الشخصيات".