اعلن الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان اللجنة الجديدة المكلفة نزع اسلحة العراق انموفيك "شهدت انطلاقة جيدة" على رغم رفض بغداد اي تعاون معها. وذكر ديبلوماسيون أن اعضاء مجلس الامن أوشكوا على التوصل الى اتفاق في شأن تمديد العمل ببرنامج "النفط للغذاء" لمرحلة ثامنة، في حين أعلن العراق انه سيواصل تصدير النفط بموجب البرنامج بعد انتهاء المرحلة السابعة غداً. بغداد، طهران، نيويورك - أ ف ب، رويترز - عرض كوفي انان أول من أمس على مجلس الأمن التقرير الأول لرئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك هانز بليكس عن الربع الأول من السنة، واكد ان "لا مفر أمام العراق من التعاون مع اللجنة كي تتمكن من العمل". ولا تزال بغداد ترفض التعاون مع اللجنة الجديدة التي حلت في كانون الاول ديسمبر الماضي محل اللجنة الخاصة التي كلفت نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم برئاسة ريتشارد بتلر. إذ يطالب العراق برفع غير مشروط للحظر المفروض عليه منذ اجتياحه الكويت عام 1990 ويرفض السماح بعودة المفتشين الدوليين. واكتفى بليكس في تقريره بالتذكير بالاجراءات الاساسية التي اتخذت لتشكيل اللجنة الجديدة. وكان أعلن انه بدأ عملية اختيار الاشخاص لتولي المناصب الرئيسية في اللجنة بعدما وافق مجلس الأمن في اجماع نادر حول العراق في 15 نيسان ابريل الماضي على خطة تنظيم "انموفيك" تولى بليكس رئاستها في 1 آذار/ مارس. وأوضح ان دورة تأهيل للخبراء ستبدأ الشهر المقبل لمدة اربعة اسابيع، بهدف اطلاعهم على المسائل التاريخية والسياسية المرتبطة بعمليات التفتيش، وكذلك على تاريخ العراق وحضارته. في غضون ذلك، ذكر ديبلوماسيون أن أعضاء مجلس الأمن أوشكوا على التوصل الى اتفاق في شأن تمديد العمل ببرنامج "النفط للغذاء" لمرحلة ثامنة، علماً أنه يسمح لبغداد ببيع نفط لمدة ستة أشهر أخرى لتأمين الحاجات الأساسية للشعب العراقي. ويتوقع التصويت على القرار غداً قبل دقائق من انتهاء المرحلة السابعة. وقدمت بريطانياوفرنسا الاسبوع الماضي مشروعين متعارضين لتمديد العمل بالبرنامج، الذي أرادت بريطانياوالولاياتالمتحدة تمديده لسنة بدلاً من ستة أشهر، ولكن تم التراجع عن هذا الاقتراح نتيجة معارضة فرنسا وغيرها من الدول المتعاطفة مع العراق. ويسمح المشروعان الفرنسي والبريطاني للعراق بانفاق 600 مليون دولار كل ستة اشهر على قطع الغيار لاصلاح منشآته النفطية بما يتفق مع توصيات الامين العام، إلا ان ديبلوماسيين في نيويورك ذكروا أول من أمس ان الولاياتالمتحدة لا تؤيد المشروع البريطاني كلياً اذ لديها تحفظات عن البنود التي تنظم الموافقة على استيراد المعدات لمشاريع المياه. وأعد مجلس الأمن قائمة بالحاجات الملحة للعراق التي يمكن ان تقر، وتريد بريطانيا ضم معدات اصلاح شبكات المياه والصرف الصحي الى القائمة. وأكدت صحيفة "الزمن" العراقية أمس ان بغداد ستواصل تصدير النفط الخام بموجب "النفط للغذاء" بعد انتهاء مرحلته السابعة. ونقلت عن مصدر في وزارة النفط ان العراق "لن يوقف تصدير النفط بعد المرحلة السابعة من البرنامج التي تنتهي الخميس". واضاف ان "بغداد ستلتزم عقودها الدولية الموقعة في اطار البرنامج على رغم تجاوز الحدود المقررة للبرنامج والبالغة 2،5 بليون دولار". وذكر المصدر أن "الموقف العراقي الرسمي من قرار مجلس الأمن تمديد العمل بالبرنامج سيتحدد بعد صدور القرار وفي ضوء مصالح العراق الاستراتيجية والعلاقات الدولية". ونقلت "الزمن" عن مصادر ديبلوماسية ان "بغداد تقرن موافقتها على استمرار ضخ النفط بالتأكيد على ان البرنامج حل موقت ومحدود لمعاناة الشعب العراقي، وان الحل الشامل الذي لا بديل عنه هو رفع الحصار". بغداد - انقرة على صعيد آخر، دعا نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان تركيا الى التخلي عن "سياستها المعادية للعراق والمؤيدة للولايات المتحدةوبريطانيا". وعبر خلال اجتماعه مساء الاثنين بوكيل وزارة الخارجية التركية فاروق اولوغلو عن "عدم شرعية تحليق الطائرات الاميركية والبريطانية في شمال العراق"، قائلا ان "التسهيلات التي تقدمها تركيا للطائرات التي تواصل عدوانها العسكري ضد العراق مخالفة لكل المواثيق والقوانين والأعراف الدولية"، وأعرب عن رغبة بلاده في "تطوير العلاقات مع تركيا في كل المجالات". وعبر اولوغلو عن رغبة مماثلة. تبادل رفات من جهة اخري، اعلنت اذاعة طهران ان ايران سلمت السلطات العراقية أمس رفات 489 جندياً عراقياً وتسلمت رفات 65 جندياً ايرانياً قتلوا خلال الحرب بين البلدين 1980 - 1988. وأضافت ان هذه العملية نفذت عند نقطة شلامجة الحدودية جنوب غربي ايران. وعثر على رفات حوالى 45 ألف جندي ايراني منذ انتهاء الحرب التي أدت الى مقتل حوالى 300 ألف ايراني وجرح أكثر من 500 ألف.