أُعلن في عمان ان "الخطوط الجوية الاردنية" ستبدأ غداً رحلات تجارية الى بغداد، بمعدل رحلة كل اسبوع ذات طابع "انساني". ويلتقي نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في موسكو اليوم نظيره الروسي ايغور ايفانوف، ولا يستبعد ان يسلّم الرئيس فلاديمير بوتين رسالة من الرئيس صدام حسين رداً على رسالة الاول التي يعتقد انها تضمنت "مبادرة" روسية جديدة لتحديد سبل رفع الحظر عن العراق. وقالت مصادر الخارجية الروسية ان الجانبين سيناقشان خلال زيارة طارق عزيز "الجهود المبذولة لإيجاد حل شامل للازمة في منطقة الخليج ورفع الحصار". واشارت مصادر "الملكية الاردنية" الى ان تسيير الرحلات "العارضة" الى بغداد، وان جاءت في اوقات منتظمة اسبوعياً، يأتي بعد تأخر رد الاممالمتحدة على طلب الاردن بدء رحلات تجارية منتظمة الى العاصمة العراقية. وستكون "الملكية الاردنية" اول شركة طيران عربية او اجنبية تسيّر رحلات منتظمة الى العراق، بعد مجموعة من الرحلات غير التجارية التي اخذت "طابعاً انسانياً" خلال الاشهر الثلاثة الماضية. ولمحت المصادر الى ان "الملكية الاردنية" ستبلغ لجنة العقوبات قبل بدء الرحلة الاسبوعية، وتوقعت ضغطاً اميركياً لوقفها. نحو تسوية للطيران المدني بالصيغة الفرنسية في نيويورك طلب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان الاجتماع امس بمندوب العراق السفير سعيد حسن الموسوي، وهو أول لقاء لأنان مع الجانب العراقي منذ القمة الاسلامية في الدوحة، حيث اتُفق على بدء حوار شامل من دون شروط بين الاممالمتحدةوالعراق. وناقش سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن امس الملف العراقي وسط تلميح جدي من بغداد بوقف تصدير نفط مطلع الشهر المقبل اذا واصلت الاممالمتحدة رفض طلباتها. واعتبرت مصادر مطلعة ان وقف تصدير النفط العراقي "ليس مناورة" بل "احتمال جدي" هدفه "ممارسة ضغوط لإنهاء تجميد عقود عراقية وتخصيص الاموال لتغطية كلفة الانتاج، وضمان الالتزام بتكريس الاموال لتأمين قطع غيار للمنشآت النفطية" في العراق. وهناك الآن مبلغ 12 بليون دولار في حساب العائدات العراقية الذي يشرف عليه برنامج الاممالمتحدة، جزء منه نتيجة عقود معلقة، وآخر نتيجة عقود معطلة، وجزء بسبب البيروقراطية والبطء في تنفيذ البرنامج. وتنتهي المرحلة الثامنة من برنامج "النفط للغذاء والدواء" في 5 كانون الأول ديسمبر، ما اثار تكهنات بإمكان وقف الصادرات النفطية العراقية قريباً، وما يترتب على ذلك من تأثير في اسعار النفط. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تعالج لجنة العقوبات مسألة الطيران المدني من العراق واليه على اساس الصيغة الفرنسية الداعية الى "الإبلاغ" بدلاً من طلب اذن للرحلات، وذلك استناداً الى تفاهم مع الولاياتالمتحدة في مقابل تنازلات ليست معروفة. ورفضت اللجنة أول من امس اقرار "آلية تسعير" قدمها العراق لهذا الشهر، اذ اعتبرها المشرفون النفطيون "كريمة جداً" وهي اعتمدت اسعاراً للنفط اقل من المعدلات السائدة. وكانت الاممالمتحدة رفضت الاسبوع الماضي ايضاً طلب بغداد ان تعوّض نفقات انتاج النفط، على اساس انه لا يجوز وصول الاموال مباشرة الى العراق، خارج حساب المنظمة الدولية. وفيما نفت المصادر العراقية ان تكون بغداد سعت الى اضافة نصف دولار للبرميل للحصول علىه مباشرة من الشركات، قالت مصادر مطلعة على المواقف الفرنسية والروسية ان هذه المحاولة تشكل "استفزازاً" هدفه "تقويض" الحظر و"التلاعب على القرار 986" علناً. ورأت ان كل الاجراءات العراقية هدفه ان تكون لبغداد سيطرة مباشرة على العائدات النفطية، الأمر الذي تحظره قرارات الاممالمتحدة. الى ذلك، اجتمع مجلس المستشارين للجنة الرقابة والتحقق من الأسلحة العراقية المحظورة انموفيك أول من امس لوضع تقرير سيقدمه رئيس اللجنة هانز بليكس، في شأن الاستعداد لإعادة المفتشين الى العراق.