كشفت مصادر أفغانية عادت امس من جلال اباد ل"الحياة" عن استعدادات غير مسبوقة للمعارضة لشن هجمات على قوات حركة "طالبان". وأضافت المصادر ان المعارضة تمكنت من تجميع صفوفها واستغلال الفضاءات الدولية المشحونة ضد الحركة خصوصاً التصعيد الروسي، وكانت مدينة جلال آباد تعرضت خلال الايام الماضية لعدد من صواريخ المعارضة. وعقدت المعارضة امس وأول من امس اجتماعاً شمال البلاد برئاسة برهان الدين رباني، وشارك فيه زعيم حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران عبدالكريم خليلي الذي تغيب لفترة عن اجتماعات ونشاطات المعارضة، وحضره أيضاً الجنرال عبدالملك بهلوان، وتحدثت تقارير عن حشد الجنرال الأوزبكي عبدالرشيد دوستم قواته في منطقة ترمذ الأوزبكية المحاذية للحدود الافغانية الشمالية التي تسيطر عليها "طالبان". وتأمل المعارضة ان يوفر لها اجتماع منظمة "دول التعاون الاقتصادي" المزمع عقده في طهران في العاشر من الجاري غطاء سياسياً، في ظل مشاركة الرئيس الافغاني المخلوع، وتغيب "طالبان" عن الاجتماع، خصوصاً ان اعضاء المنظمة باستثناء باكستان كلهم يعترفون بنظام رباني. ويرى مراقبون ان "طالبان" ردت على هذا التحرك السياسي والعسكري للمعارضة بجذب بعض قادة المجاهدين السابقين التابعين لزعيم الحزب الاسلامي قلب الدين حكمتيار، وعلى رأسهم القائد عبدالله جان الذي سلُم احدى الفرق العسكرية للدفاع عن المناطق الجنوبية الشرقية الافغانية. وبعدما توقع ان تبادر طالبان بمهاجمة المعارضة، فإن المؤشرات تدل على انها غيرت استراتيجيتها، وبدأت تشتري بعض القادة الميدانيين الموالين لمسعود، وتركز على استراتيجية الدفاع.