تمكن المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون أمس من تحقيق اختراق كبير على صعيد الأزمة الأفغانية، إذ اقنع طرفي النزاع، حركة "طالبان" والتحالف الشمالي المناهض لها، بالتزام هدنة تمهيداً لبدء حوار مباشر بينهما بحلول 27 الشهر الجاري. وقال ريتشاردسون لدى عودته إلى إسلام آباد من شبرغان حيث أجرى محادثات مع قادة المعارضة، إن هؤلاء وافقوا على الهدنة والمفاوضات بعدما حمل إليهم موافقة "طالبان" على ذلك. وكان المسؤول الأميركي أجرى محادثات مع قادة الحركة في كابول، في الزيارة الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ تلك التي قام بها وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر عام 1974. راجع ص 8 وأفاد المسؤول الأميركي في مؤتمر صحافي في العاصمة الباكستانية ان المحادثات بين طرفي النزاع الأفغاني ستعقد في إسلام آباد بحلول 27 الشهر الجاري. وكان قائد الميليشيات الأوزبكية الجنرال عبدالرشيد دوستم في استقبال ريتشاردسون لدى وصوله والوفد المرافق له إلى مطار شبرغان حيث قدمت له مجموعة كشفية من الصبيان والفتيات باقات زهر. واصطف المئات على جانبي الطريق المؤدية إلى وسط المدينة للترحيب بريتشاردسون الذي انتقل برفقة دوستم لمقابلة الرئيس المخلوع برهان الدين رباني وزعيم حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران عبدالكريم خليلي. ولوحظ ان القائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود لم يكن حاضراً. وترافق ذلك مع أنباء عن هجمات شنها المقاتلون الموالون له على مواقع ل "طالبان" شمال كابول. وتناولت محادثات المسؤول الأميركي في كابول مواضيع بالغة الحساسية بالنسبة إلى "طالبان" بينها زراعة المخدرات التي ما زالت رائجة رغم التزام الحركة تطبيق الشريعة، كما تناولت ملف الارهاب. وأفيد ان الحركة قللت من أهمية التهديدات التي اطلقها اسامة بن لادن على أساس أن الأخير لا يحق له إصدار فتاوى لأنه ليس عالم دين. وعلى رغم قصر مدتها، تناولت المحادثات أيضاً قضية حقوق المرأة في مناطق سيطرة "طالبان"، وأفيد ان الحركة وعدت المسؤول الأميركي بمراجعة سياستها في هذا المجال "في إطار ما تبيحه الشريعة".