اعلن قائدان عسكريان في الشمال الافغاني انشقاقهما امس عن قائد الميليشيات الاوزبكية الجنرال عبدالرشيد دوستم، واتهم احدهما ويدعى نعيم مهدي، دوستم بأنه "يقود مافيا للاتجار بالمخدرات وتهريبها الى دول آسيا الوسطى". واضاف مهدي القريب من ايران والذي كان يشغل منصب نائب قائد الميليشيات الاوزبكية ان دوستم "انقلب على حلفائه غير مرة وقَتَلَ اخيراً 45 مجاهداً". وجاء كلام مهدي في مؤتمر صحافي عقده في الشمال الافغاني امس. وسانده في الانشقاق القائد العسكري مولوي عبادي الاوزبكي الذي تخضع لإمرته آلاف عدة من المقاتلين. جاء ذلك في ظل معلومات مفادها ان ثمة اجتماعات مكثفة ومتواصلة بين القادة المجاهدين الثلاثة قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الاسلامي وعبدرب الرسول سياف زعيم الاتحاد الاسلامي واحمد شاه مسعود القائد الطاجيكي. وأبلغت مصادر "الحياة" ان التنسيق بين القادة الثلاثة وصل الى مرحلة متقدمة، وكان آخر اجتماع بينهم امس في حيرتان شمال افغانستان. وعلمت "الحياة" ان زعيم الحزب الاسلامي اتخذ قراراً بتفعيل التنسيق مع مسعود وسائر المناهضين لحركة "طالبان" بعدما رفض زعيم الحركة ملاّ محمد عمر تلقي اتصال هاتفي منه، وأوعز الى سكرتيره ملاّ وكيل احمد التحدث الى حكمتيار لمعرفة الغرض من اتصاله. وأبدى حكمتيار استياء شديداً من تجاهل محمد عمر له خصوصاً وانه كان يحاول مدّ جسور من اجل تحقيق مصالحة بين الحركة والتحالف المناهض لها، حسبما كشفت مصادر قريبة منه. وربطت المصادر القريبة من حكمتيار بين "التنسيق المستجد" مع مسعود والانشقاق في صفوف الميليشيات الاوزبكية على اساس انه محاولة لإبعاد دوستم مجدداً تمهيداً للمّ شمل فلول المجاهدين في مواجهة "طالبان". ومعلوم ان بعض المجاهدين يرفض العمل مع دوستم الشيوعي سابقاً ويفضل البقاء على الحياد. وتردد ان قائد الميليشيات الاوزبكية تعرّض لمحاولة اغتيال اسفرت عن مقتل اربعة من حراسه في هجوم مسلح على مقره.