عادت قضية الكُشح ثانية تحت الاضواء بعدما دانت محكمة الجنايات في محافظة سوهاج، أمس، المواطن القبطي شيبوب وليم بقتل اثنين آخرين من الأقباط، وقضت بمعاقبته بالأشغال الشاقة لمدة 15 سنة. ولم يرض الحكم أهالي المتهم ولا محاميه، وبينهم مسلمون، الذين اعلنوا انهم سيشرعون في إجراءات للطعن عليه. ورغم أن القضية تتعلق بجريمة قتل وقعت في آب اغسطس العام 1998 إلا أنها اتخذت أبعاداً سياسية بعدما عارضت الفعاليات القبطية إجراءات اتخذتها الشرطة في ذلك الوقت بالقبض على عشرات من الأقباط للتحقيق معهم قبل توجيه التهمة الى وليم. واعتبرت منظمات حقوقية أن المصادمات التي وقعت بداية العام الجاري بين المسلمين والاقباط في القرية واسفرت عن مقتل 21 قبطياً ومسلماً واحداً كانت نتيجة لمعالجات خاطئة لما جرى في العام 1998، في حين نفت الحكومة حدوث تجاوزات، وبرّأت ضباطاً بعدما اخضعتهم للتحقيق في مزاعم عن ممارستهم التعذيب ضد مواطني القرية لانتزاع اعترافات منهم بعد مقتل المواطنين القبطيين كرم تامر رسل وسمير عويضة حكم. وعقدت المحكمة جلسة لم تستغرق الجلسة سوى دقائق أمس، وسط إجراءات أمنية شديدة، برئاسة المستشار صفاء النفوس محمد الخطيب وعضوية المستشارين مدحت الحكيم وفواز ابراهيم. وأعلن القاضي إدانة المتهم وليم، وأكد أن المحكمة "استندت الى الأدلة الفنية واقوال الشهود والقرائن التي وردت في أوراق القضية". ونفى وجود أبعاد سياسية وراء الحكم. وعقب إعلان الحكم تعالى صراخ اقارب المتهم فيما أعلن المحامي وجيه جاد إنه سيلجأ الى محكمة النقض للطعن في الحكم "لعدم وجود دليل مادي يثبت ارتكاب المتهم الجريمة"، لافتاً الى أن أهالي القتيلين كانوا برّأوا موكله واتهموا اشخاصاً آخرين بارتكاب الجريمة. وأدلى وليم بتصريحات قال فيها إنه راض بالحكم "الذي هو في الاصل حكم الله"، واضاف: "أثق في قضاة مصر ورغم أنني كنت اتوقع البراءة، ولم اتخيل إنني سأسجن لفترة طويلة إلا أن القدر كان له رأي آخر". وأوضح أنه كان ينوي في حال صدور حكم ببراءته الرحيل عن قرية الكُشح الى مكان آخر، مؤكداً "أن أهالي الكشح من المسلمين والاقباط بريئون من الأحداث التي تعكر صفو الوحدة الوطنية بينهما"، واتهم "جهات خارجية بالعمل على زرع الفتنة والوقيعة بين اصحاب الديانتين في الكشح". ووجه وليم الشكر الى محامين مسلمين ساندوه وتولوا الدفاع عنه، واعتبر أن ذلك "دليل على عمق العلاقات بين المسلمين والاقباط في مصر". ووفقاً لأوراق القضية فإن المتهم وليم كان يمارس الميسر مع ابن عمه كرم تامر رسل وصديقهما سمير عويضة حكم في المنطقة الزراعية في القرية وتشاجر الثلاثة حول حصيلة كل منهم فأطلق وليم النار من مسدسه على الاثنين فأرداهما.