أشار وزير الخارجية السوري فاروق الشرع الى "مبادرة" من الجانب الاميركي لإجراء اتصال مع سورية خلال اليومين المقبلين خلال زيارة وزير الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت للمنطقة. وسيلتقي الشرع اولبرايت غداً في القاهرة. وحذر الوزير السوري من خيار الحرب، مؤكداً ان سورية "لا تسعى إليه وتتجنبه بقدر المستطاع". وقابل الشرع الرئيس حسني مبارك وسلمه رسالة من نظيره السوري الرئيس حافظ الأسد. وسئل الشرع عما يتردد عن انغلاق المسار السوري فأجاب: "هذا يتوقف على نيات الإسرائيليين وقدرة باراك ومدى مصداقيته في أن يواصل عملية السلام"، واتهم إسرائيل "بأنها حتى الآن تتهرب من السلام، ورغم أنها انسحبت تحت ضربات المقاومة من الجنوب اللبناني إلا أنها لم تصنع سلاماً". وقال: "كانت اسرائيل تظن أنها ستكون في الموقع الذي يمنحها بعد الانسحاب الغطاء دولياً ضد سورية ولبنان لكنها فشلت في تحقيق ذلك". وأكد الشرع أن سورية "لا تتحدث بروح ثأرية بل تسعى إلى استئناف عملية السلام في إطار مدريد ومرجعيتها ومبدأ الأرض مقابل السلام كي تنسحب إسرائيل من كامل الأراضي السورية المحتلة في الجولان الى خط الرابع من حزيران يونيو"، موضحاً أنه "عندما يكون هذا الخيار قائماً وواقعاً فإنه قد يغير الكثير من المعطيات السلبية في المنطقة إلى معطيات ايجابية". واعتبر أن المنطقة بعد الذي حدث في لبنان "تمر بل تقف عند مفترق طرق"، داعياً إلى "اختيار ما هو صالح الجميع من أمن واستقرار وهذان لا يتحققان إلا بحصول السلام الذي لا يمكن أن يتحقق من دون الانسحاب الإسرائيلي الكامل". وأوضح أن دول إعلان دمشق لم تجد صعوبة في "تأكيد دعم سورية ولبنان ومساندتهما سواء في العملية السياسية، أو على صعيد الانتصار الذي تحقق بفضل المقاومة اللبنانية وصمود سورية ولبنان، أو على صعيد عدم الانتقائية في تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وأعرب الشرع عن ارتياحه للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، معتبراً "إن هذا النصر الأول الذي يسجل منذ انتصارنا في حرب تشرين الأول اكتوبر 1973 وهو نصر مهم رفع المعنويات وجعلها أكثر عمقاً من أي وقت مضى خصوصاً في ضوء ما كانت تخطط له إسرائيل من أمور لم تكن في مصلحة العملية السلمية أو في مصلحة أمن المنطقة واستقرارها".