أجرى وفد أوروبي برئاسة وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني مباحثات في موسكو تناولت الملف الشيشاني واحتمال تعليق عضوية روسيا في الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، فيما دعا رئيس الإدارة الموقتة في الشيشان أحمد قادروف إلى "تخفيف" الموقف الأوروبي، وأعلن تخليه عن صلاحيات مفتي الجمهورية ووعد بوقف الحرب في غضون شهرين، في مؤتمر للأئمة الشيشانيين في مركز الإدارة الروسية في مدينة غوديربمليس، وأصدر المؤتمرون بياناً دانوا فيه الرئيس أصلان مسخادوف وحملوه مسؤولية الحرب. وتعقد في ستراسبورغ غداً دورة الجمعية البرلمانية الأوروبية التي رفعت توصية بتعليق عضوية روسيا فيها في حال اخفاقها في وقف انتهاكات حقوق الإنسان وإنهاء المآسي التي يتعرض لها المدنيون بسبب الحرب القوقازية. وكان الأمين العام للمجلس الأوروبي فالتر شويمير زار الشيشان وجال في منطقة زنانسكويه التي لم تشهد أي معارك خلال الحربين الأولى والثانية، إلا أن جدول زياراته لم يشمل غروزني أو المدن الأخرى المتضررة بسبب القصف. وقابل شويمير المفتي السابق قادروف، في خطوة اعتبرها المراقبون اعترافاً غير مباشر ب"صواب" القرار الذي اتخذته موسكو بتعيينه، إلا أن الموفد الأوروبي تحدث عن أصلان مسخادوف بوصفه رئيساً شرعياً، ودعا قادروف إلى ايجاد "لغة مشتركة مع الجميع". وانضم شويمير إلى لامبرتو ديني الذي بدأ أمس مباحثات مع كبار المسؤولين الروس، بينهم الرئيس فلاديمير بوتين. وسيعد ديني، الذي يترأس اللجنة الوزارية للمجلس الأوروبي، تقريراً في شأن العلاقات بين روسيا والهياكل الأوروبية. ومعروف ان موسكو كانت وافقت على تشكيل لجنة غير حكومية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان واستقبلت خبراء أوروبيين للعمل ضمن اللجنة الحكومية لحقوق الإنسان في الشيشان. وعند مقابلته الوفد الأوروبي، أكد قادروف ان أي قرار أوروبي مناوئ لروسيا "لا يخدم الشعب الشيشاني"، ووعد بإنهاء القتال في غضون شهر أو شهرين. وذكر ان قادة ميدانيين معروفين أبلغوه استعدادهم للاستسلام مقابل ضمان سلامتهم والامتناع عن محاسبتهم لاحقاً، وذكر أنه قدم مثل هذه الضمانات بناء على اتفاق مع بوتين. وفي مؤتمر لرجال الدين وأئمة الجوامع الشيشانية عقد أمس السبت، أعلن قادروف تخليه عن صلاحيات المفتي. ويتوقع ان تنتقل إلى ابن عمه الذي يحمل الاسم نفسه، وهو أحمد قادروف. وقال رئيس الإدارة الموقتة أن مسخادوف يعد لتصفيته جسدياً واعتبر الرئيس الشيشاني "المذنب الروسي" في الحرب. وأصدر المؤتمرون قراراً يدعو المقاتلين إلى وقف العمليات، ويعتبر الدعوة إلى القتال "عداء للشعب الشيشاني". وطلب المؤتمر من مسخادوف أن "يكفر عن ذنوبه ويطلب الغفران" ويتخلى رسمياً عن الرئاسة، فيما ذكر قادروف ان مسخادوف مسؤول عن "دخول بلوى السلفية" إلى الشيشان، ودعا الشعب إلى "التصدي للتيار السلفي المتطرف". وعلى صعيد آخر، قدم مالك سعيد اللايف، رئيس "مجلس الدولة" الشيشاني الذي شكل في موسكو بمباركة من الكرملين، خطة للتسوية تقضي بوقف روسيا العمليات من جانب واحد والشروع في مفاوضات مع القادة الميدانيين يشارك فيها مسخادوف بوصفه واحداً منهم وليس رئيساً للجمهورية، على أن يحق له الترشيح لانتخابات رئاسية تجرى لاحقاً.