يطمح العداء المغربي هشام الكروج بان يقترن فوزه في سباق 1500م في دورة سيدني الاولمبية في ايلول سبتمبر المقبل بتحطيم الرقم العالمي المسجل باسمه 00،26،3 دقائق، خصوصاً وان موسم 2001 سيشهد انتقاله الى المشاركة في سباقات 5000م. وهو بذلك يعود الى الجذور، كونه انطلق الى الساحة الدولية، بعد تميزه في سباقات اختراق الضاحية العدو الريفي و5000م، يوم كان يافعاً، وسجل رقمه الشخصي في 5000م 79،46،13 دقيقة في عام 1992. ويكشف الكرّوج في مناسبة بدء موسم سباقاته الصيفية الممهدة لدورة سيدني، انه سيركّز هذه السنة على مسافتي 1500م، والميل، على ان يجمد المشاركة في 3000 و5000م الى السنة المقبلة وسيخوض سباق 5000م في بطولة العالم في ادمونتون كندا. ويقول الكروج: "في سنة 1999، حققت اهدافي كلها، سجلت رقماً عالمياً في الميل 13،43،3د، واحتفظت ببطولة العالم في سباق 1500م، وكنت اسعى الى تسجيل رقم قياسي في 3000م، لكن لا بأس فزمن 09،23،7 دقائق الذي سجلته، هو ثاني افضل رقم في العالم". ويضيف: "علينا الا ننسى ان جزءاً من هذه الانجازات جاء بعد دخولي المستشفى. في الموسم الماضي عانيت كثيراً، تأثرت لوفاة عمي ثم الملك الحسن الثاني، صاحب الفضل الكبير في اطلاق العاب القوى المغربية الى الآفاق العالمية، كان الضغط كبيراً على كاهلي، وتألمت من نوبات "البواسير"، لكن حظيت بدعم المحبين الكثر، ولا انسى مطلقاً شقيقتي الصغرى وهي تشدّ من ازري وانا على السرير في المستشفى. في مثل هذه الحالات يشعر المرء بضعف الارادة. كانت بجانبي، ولطالما رددت ستكون بطلاً للعالم". ويتابع الكرّوج "خضت في بطولة العالم في اشبيلية اسبانيا منافسات 1500م، سباقي المفضل، وكان مثالياً بوجود اقوى المنافسين، وسجلت 65،27،3د. يومها كان هدفي الاساسي الفوز، علماً بان امكاناتي البدنية كانت تؤهلني لتعزيز رقمي العالمي. كل يوم وقبل ذهابي الى التدريب كنت اشاهد شريط السباق اربع او خمس مرات، وأتأسف لأنني لم اركز قليلاً لتحطيم هذا الرقم. تبدو الفرصة متاحة امامي في سيدني خصوصاً في ظل توافر عدائين مساعدين جيدين طرائد وحبذا لو بلغ مجموعة من المغاربة الدور النهائي، عندئذ سأتعاون معهم لبلوغ هذا الهدف". تفاؤل الكرّوج ينبع من معطيات فنية عدة، ابرزها مستوى تدريباته في الشهرين الاخيرين "اتحضر الآن بشكل افضل من الموسم السابق، تحسنت سرعتي وانتظم ايقاعي، وانفذ برنامج الموسم السابق ذاته مع الراحة بفاصل اقل بين سلاسل مسافات التدريب... مثلاً اركض مسافة 400م 12 مرة بزمن مقداره 53 ثانية كل مرة، ومرتين ب52 ثانية وهكذا". وعلى رغم "الوقت العادي جداً" الذي قطع خلاله سباق 1500م في لقاء اشبيلية الدولي في 9 حزيران يونيو - 48،33،3د - فإن الكرّوج يجد ذلك منطقياً "لأنه كان السباق الاول لي هذا الموسم حيث لم يصل تركيزي بعد الى الدرجة المطلوبة. سأعمل في السباقات المقبلة الى كسر حاجز ال30،3 دقائق، وطالما شعرت انني ابلغ خط النهاية براحة كبيرة، فإن تحطيمي الرقم القياسي بات قريباً". الطريق الى سيدني كل الطرقات تؤدي الى سيدني، شعار نستوحيه من حديث الكرّوج، فربما يجد العداء المغربي ضالته هناك، ويعوّض اخفاقه الاولمبي الاول المتمثل بخسارته سباق 1500م في اتلانتا 1996، حين وقع ارضاً، واكتفى بالمركز ال12 "لكن الفشل من جديد لا سمح الله لن يقلل من عزيمتي، لأني سأعمل بكدّ لأفوز في دورة اثينا 2004". ويعود الكرّوج بالذاكرة الى وقائع اتلانتا "كنت شاباً لا يملك الخبرة، وتحت ضغط لا يوصف، عندما اشاهد شريط السباق اكتشف اخطائي سريعاً، لم احسن اخذ الموقع المناسب على المضمار، وتعرضت للتعثر والاصطدام. لكني تعلمت كثيراً من هذا السقوط غير المنتظر". ومنذ السقوط في اتلانتا، لم يخسر الكروج سوى مرة واحدة فقط، حين حلّ ثانياً في الجائزة الكبرى لسباق الميل في مدينة فوكووكا اليابانية 1997، وصادف ان اقيم في عيد ميلاده 14 ايلول "وحضر والدي خصيصاً مع بعض افراد العائلة للاحتفال في المناسبة، لكني يومها لم اغادر غرفتي. كنت متضايقاً، ودخل عليّ والدي طالباً النزول ولقاء جمع الاصدقاء، ووجدني في حال سيئة فظن ان حضوره الى اليابان كان له الوقع السيئ عليّ والفأل السلبي فقرر الا يحضر بعدها سباقاتي في الملعب. وهكذا غاب عن بطولة العالم في اشبيلية، علماً انني اتممت له ترتيبات السفر كلها... لكني لن اقبل غيابه عن سيدني، سأقنعه ليكون بجانبي". يدين الكرّوج بالكثير للعداء الاولمبي السابق سعيد عويطة مثاله الاعلى ومدربه عبدالقادر قايدة ومدير اعماله داودا "لقد وضعوا ثقتهم بي وآمنوا بقدراتي وموهبتي.