كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان المؤتمر القطري التاسع شكل "لجنة سداسية" برئاسة الفريق الدكتور بشار الاسد وعضوية كبار المسؤولين ل"تسيير اعماله" بعدما اعتبره "قائداً لمسيرة الحزب والشعب" في ضوء عدم وجود صلاحية حزبية للمؤتمر بانتخابه أميناً عاماً قبل انتهاء اعماله. وكان لافتاً اضافة نقطتين الى التقرير السياسي لحزب "البعث"، تقول الاولى ان "الاسلام عقيدة وتراث وجزء من حياتنا السياسية" والثانية ان السلام "خيار استراتيجي" بالنسبة الى سورية. وقرر المجتمعون ب"الاجماع" امس تمديد اعمال المؤتمر الى اليوم بسبب دخول المؤتمرين في مناقشة تفصيلية للتقارير السياسية والاقتصادية والتنظيمية. وقالت المصادر ان المجتمعين خصصوا جلسات اليوم ل"انتخاب المؤسسات الحزبية بدءاً من اللجنة التنظيمية التي تنتخب قيادة قطرية، وهي تقوم بدورها بانتخاب الدكتور بشار اميناً قطرياً على ان تقر القيادة القومية ذلك ليصبح اميناً عاماً" خلفاً للرئيس الراحل حافظ الاسد. وعلمت "الحياة" ان المجتمعين رفضوا "اقتراحاً بالغاء اللجنة المركزية التي تضم تسعين عضواً"، وان رئيس المؤتمر السيد عبدالله الاحمر اوضح "ان تشكيلها جاء بناء على مؤتمر قومي للحزب ولا يجوز الغاؤها بمؤتمر قطري"، علماً بأن سورية شهدت منذ وصول الاسد الى الحكم في العام 1970 اربعة مؤتمر قطرية احدها استثنائي عقد العام 1974 لاقرار اتفاق فك الاشتباك مع اسرائىل وثلاثة مؤتمرات قومية. ونقل احد الاعضاء ل"الحياة" عن الدكتور بشار تأكيده في جلسة خاصة "اهمية تفعيل دور اللجنة المركزية لتلعب دوراً رقابياً على القيادة القطرية" بعدما رفض اقتراحاً بتسمية اعضائها مطالباً بانتخابهم من الحاضرين. واوضح احد الحاضرين ان اعضاء في القيادة القطرية كانوا طلبوا من الاسد قبل رحيله الغاءها لكنه اصر على بقائها ل"تلعب دوراً رقابياً على اعمالهم"، متوقعاً "قيامها بدور اكبر في المستقبل". واوضحت المصادر ذاتها ان الفريق الاسد "كان مستمعاً جيداً وحضر جلسات اللجان الثلاث من دون ان يقدم مداخلة في اي منها". وتوقعت المصادر ان يقدم الدكتور بشار "خطاباً شاملاً قبل انتهاء اعمال المؤتمر"، مشيرة الى ترؤسه "لجنة سداسية" ضمت نائبي الرئيس عبدالحليم خدام ومحمد زهير مشارقة والامينين المساعدين ل"البعث" القطري سليمان قداح والعام عبدالله الاحمر ووزير الدفاع العماد الاول مصطفى طلاس استهدفت "تسيير امور المؤتمر". وزادت :"ان الجميع تعامل معه على انه الرقم الاول". وكان الدكتور بشار وقف ملوحاً بالتحية للمؤتمرين البالغ عددهم نحو 1150 عضواً بعدما اعتبروه "قائداً لمسيرة الحزب والشعب" مساء اول امس. ونقلت مصادر رسمية عن المتحدثين، وفي مقدمهم خدام، دعوة "الجميع الى الوقوف صفاً واحداً وراء الفريق بشار في قيادته في المرحلة المقبلة". واظهرت المناقشات والمداخلات "تأييداً كاملاً" من المؤتمرين بما في ذلك "الرعيل القديم" في الحزب ل"الرئيس المرشح". واكد خدام :"علينا العمل بكل امكاناتنا والوقوف الى جانب الفريق بشار الاسد في قيادته في المرحلة المقبلة لأنها تتطلب الجهد والتعاون والعمل والصدق من الجميع". وانهى المؤتمرون ظهر امس "اقرار التوصيات النهائية" للتقرير السياسي بعد مداخلات ومناقشات عميقة. وقال احد الحاضرين ان التعديلات تناولت "تحديد الموقف العقائدي للدولة في المرحلة المقبلة". ونقلت مصادر رسمية عن خدام، رئيس اللجنة السياسية، تشديده على "ان سورية متمسكة بالعملية السلمية كخيار استراتيجي لها اذا ما توفرت الظروف المناسبة لتحقيق هذا الخيار"، علماً بأن مصطلح "خيار استراتيجي" الذي اعلنه الاسد قبل سنوات، لم يأت في مشروع التقرير. لكن احد الحاضرين قال ل"الحياة" :"ما قاله الرئيس الراحل يبقى قواعد ومبادئ لن يحيد عنها احد". وجدد خدام تمسك دمشق بانسحاب اسرائىل الكامل الى خط 4 حزيران يونيو 1967. داخلياً، نقلت المصادر عن نائب الرئيس تأكيده على حاجة سورية الى "التغيير والتطوير والتحديث لمواكبة التطورات التي يشهدها العالم اليوم"، داعياً الى "اعادة النظر في صيغة علاقة الحزب بالسلطة التنفيذية". واستمرت المناقشات في اللجنتين الاقتصادية والتنظيمية الى المساء. وقالت المصادر انها كانت بمثابة "محاكمة حزبية" لبعض الاعضاء إذ وجهت "انتقادات شديدة" الى اعضاء في القيادة القطرية بينهم السيد احمد قبلان. ودعا المتحدثون الى "وضع برنامج اقتصادي شامل يكفل ازدهاراً اقتصادياً ويحقق التوازن بين شرائح المجتمع ويعزز دور القطاعين العام والخاص ويفتح المجال الواسع للاستثمارات ويطور عمل المصارف والخدمات المصرفية".