قال مسؤول سوري ان المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث الحاكم، الذي يبدأ أعماله غداً السبت، سيؤدي الى وضع "استراتيجية جديدة واقعية" للسنوات المقبلة، بعد ان ينتخب الفريق بشار الاسد أميناً عاماً للحزب لترشيحه الى الرئاسة. وعاد امس الى دمشق الدكتور بشار بعدما تقبل التعازي لثلاثة أيام بوفاة الرئيس حافظ الاسد في القرداحة. وكان بين مقدمي التعازي أمس وفد من "حزب الله" برئاسة الامين العام حسن نصرالله الذي صحبه وفد من 700 شخص بينهم 400 مقاوم ارتدوا زياً عسكرياً اسود رافعين اعلام الحزب، وقدموا عرضاً عسكرياً امام مجلس العزاء في مسقط رأس الاسد. ويفتتح الامين القطري المساعد سليمان قداح في العاشرة صباح غد أعمال المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام يتحدث فيه المؤتمرون عن الأسد ويناقشون تقارير سياسية واقتصادية وتنظيمية وانتخاب قيادة قطرية جديدة تضم الدكتور بشار. ويتناول المؤتمرون وضع البلاد والحزب في السنوات ال15 الاخيرة التي شهدت ارتفاع عدد "البعثيين" من 430 الفاً الى 4،1 مليون حزبي. وكان متوقعاً ان يؤدي المؤتمر الى تغيير ثلثي القيادة، لكن وفاة الاسد ربما تعدّل في صيغة التغيير في قيادة الحزب. واصبح عدد المقاعد الشاغرة أربعة هي: منصب الامين العام الذي كان يشغله الرئيس الراحل ونائبه السابق رفعت الاسد، ورئيس الوزراء السابق محمود الزعبي ورئيس الاركان السابق العماد المتقاعد حكمت الشهابي. وقال مسؤول ل"الحياة" ان الدكتور بشار "سينتخب أميناً عاماً على ان تعد لجنة من القيادة القطرية كتاب ترشيحه الى الرئاسة لعرضه على البرلمان في 25 الجاري الذي سيطرحه بدوره على استفتاء عام، يرجح ان يكون بعد انتهاء فترة الحداد". واوضح وزير الاعلام السفير عدنان عمران ان المؤتمرين سيبحثون ايضاً في "استراتيجية جديدة للمستقبل". وسئل اذا كانت استمراراً للاستراتيجية القديمة، فأجاب: "ان المؤتمر سيناقش كل الاوضاع السابقة ويقوّم ويستخرج الدروس الايجابية ليعمقها والسلبيات ليعالجها منتهياً الى برنامج جديد واقعي وطموح في الوقت ذاته ويلبي تطلعات الشعب". ويُتوقع ان يكون عمران احد الذين سيدخلون الى القيادة القطرية التي تضم 21 مقعداً، اضافة الى رئيس الوزراء محمد مصطفى ميرو ونائبه لشؤون الخدمات محمد ناجي عطري ووزير الخارجية فاروق الشرع. وقال مراقبون ان موضوع عملية السلام سيكون أحد المواضيع "الجدلية" في المؤتمر في ظل وجود "قراءات" مختلفة لتطورات الظروف الدولية و"تباينات" في الرأي حول كيفية ادارة عملية السلام، كان الرئيس الاسد يجمعها تحت "الخيمة الرئاسية". وكان الشرع امسك بقوة بملف مفاوضات السلام باشراف الرئيس الاسد وفاوض بصلابة رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك لانجاز اتفاق سلام مشرف لسورية، في المقابل يتحدث نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام في "التقرير السياسي" الذي اعده للمؤتمر عن "الخطر الصهيوني" و"الصهيونية" على رغم إقراره بأن سورية كانت "وافقت منذ 1973 على الخيار السلمي القائم على قرارات الشرعية الدولية". ويقر السيد خدام في التقرير الذي كان مقرراً ان يراه الرئيس الراحل قبل عرضه على المؤتمرين، ب"ان مؤتمر مدريد ربما كان أول تحرك اميركي يهدف الى تحقيق شمولية الحل على اساس قرارات الشرعية الدولية". وينوه تقرير خدام بالمواقف السورية التفاوضية ورفضها "الهرولة" العربية الى "التطبيع" مع اسرائىل ورفضها "لعبة المسارات"، اضافة الى تمسكها ب"الارض باعتبارها الوطن والوطن باعتباره الكرامة".