تبدأ اليوم اعمال المؤتمر التاسع لحزب "البعث" الحاكم، في غياب الرئيس حافظ الاسد للمرة الاولى منذ ثلاثين سنة عقد الحزب خلالها خمسة مؤتمرات قطرية، وسط تساؤلات عن الآثار الذي سيتركها هذا الغياب على اولويات المؤتمر وعمق النقاش بين التيارات المختلفة في الحزب. وصار في حكم المؤكد ان المؤتمرين سينتخبون الفريق بشار الاسد اميناً عاماً للحزب وعضواً في القيادة القطرية تمهيداً لترشيحه كتابياً للرئاسة ولعرض البرلمان ذلك الترشيح على استفتاء بعد تسلم اعضاء البرلمان الكتاب في 25 الجاري. وكان اعضاء القيادة القطرية اعدوا تقارير حزبية "نقدية جداً" لمناقشتها بين المؤتمر، اذ تحدث تقرير داخلي حصلت "الحياة" على نسخة منه عن "التسيب في عمل بعض اجهزة الدولة ومؤسساتها" و"غياب الشعور بالمسؤولية" و"ضعف متابعة القيادات الادارية العليا للقيادات الادنى"، وأشار الى "تدني احترام القانون والنظام" و"عدم التطبيق الحازم والمستمر لمبدأ المحاسبة" و"الهدر اللامسؤول لموارد الدولة" كما اشار الى "الفساد في عدد من مؤسسات الدولة واداراتها". وتشكل هذه الافكار جوهر البرنامج الذي طرحه الرئيس الاسد في آذار مارس العام الماضى لدى بدء ولايته الجديدة، لذلك دعا التقرير الى "رفع مستوى معيشة المواطنين" و"عدم التساهل في تطبيق مبدأ سيادة القانون والنظام" و"دعم اجهزة الرقابة والسلطة القضائية". واعدت لجان من القيادة القطرية هذه التقارير قبل رحيل الاسد في 10 الجاري. ويُتوقع ان يترك ذلك اثراً في مناقشتها وفي جدول الاعمال، إذ ان مسؤولين قالوا ان المؤتمر اختصر الى ثلاثة ايام وخصص للحديث عن منجزات الاسد وانتخاب قيادة جديدة. وقال مسؤولون سوريون ان الانتخابات ستطاول القيادة القطرية التي تضم 21 عضواً اربعة منها شاغرة، واللجنة المركزية التي تضم تسعين عضواً ثلثها شاغر بحكم الوفاة أو بسبب ترك مسؤولين مناصبهم، اضافة الى انتخاب هيئة رقابة وتفتيش في الحزب تضم خمسة اعضاء. وكان المؤتمر الثامن الذي عقد في 1985 فوّض الى الامين العام الاسد تشكيل هذه المؤسسات. ويحضر المؤتمر 1150 عضواً، بينهم 200 مراقب و950 عضواً اصيلاً يحق له الانتخاب والترشيح. وكان اعضاء الحزب البالغين 4،1 مليون انتخبوا 650 عضواً منهم في حين ان 300 عضو انتدبوا من الجيش والقيادة القطرية والمؤسسات الموجودة.