من المتوقع ان تصدر المحكمة الدستورية قرارها في قضية حزب "الفضيلة" الذي طالب المدعي العام فورال صافاش بحله، الشهر الجاري. وقدم صافاش أدلة جديدة على تدخل رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان الممنوع من العمل السياسي في شؤون الحزب خلال انتخاباته الداخلية الشهر الماضي. ورفع الحاضرون وقتها لافتات تؤكد اخلاصهم وولاءهم التام لأربكان. وبدأ اربكان استعداداته لتشكيل حزب جديد وتزعمه سراً تحسباً لصدور قرار قضائي بحل "الفضيلة". ومن المتوقع ان يكون اسم الحزب الجديد "الاخلاص"، وأقوى المرشحين لزعامته نعمان كورطولمش ورئيس فرع "الفضيلة" في اسطنبول. وقد تستغل مجموعة المجددين في "الفضيلة" فرصة حل الحزب لتشكيل حزب آخر منافس لأربكان الذي عمل على عزلهم من المناصب الفاعلة في الحزب. ومن الواضح ان فرصة عبدالله غول ورفاقه من المجددين اكبر من فرصة مرشح اربكان الجديد نعمان كورطولمش في كسب تأييد وتعاطف القاعدة الاسلامية الملتزمة في تركيا. ويتوقع ان تصدر محكمة الاستئناف حكمها نهاية الشهر الجاري في قضية سجن اربكان بتهمة التحريض على الفتنة الطائفية والعرقية من خلال كلمة ألقاها قبيل الانتخابات البلدية عام 1994، وفي حال أيدت محكمة الاستئناف الحكم البدائي، يحق له الاعتراض مرة أخيرة، ولكن الحكم لن يختلف عن حكم الاستئناف. وتتهم الأوساط المقربة من أربكان القوى العلمانية في تركيا بالعمل على اهانته ومنع عودته الى الحياة السياسية، وبدعم حركة المجددين لتفتيت وحدة "الفضيلة"، وفي هذا الاطار طالب زعيم الحزب رجائي قطان الحكومة بتعديل المادة 312 من قانون العقوبات التي حكم بموجبها على أربكان بالسجن وحظر نشاطه السياسي، وهدد بمقاطعة جلسات البرلمان واعاقة عمله في اصدار قوانين أو تشريعات جديدة اذا لم تلب الحكومة طلبه.