شارلروا بلجيكا - أ ف ب - حققت انكلترا فوزها الاول على المانيا 1-صفر في بطولة كبرى منذ 34 عاماً وبالتحديد منذ فوزها عليها 4-2 بعد التمديد في نهائي كأس العالم عام 1966، وذلك في المباراة التي اقيمت في شارلروا في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى. وسجل قائد انكلترا الن شيرر هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 53 بضربة رأسية عجز الحارس الالماني اوليفر كان عن التصدي لها. وباتت انكلترا في وضع جيد لمرافقة البرتغال الى ربع النهائي اذ رفعت رصيدها الى 3 نقاط مقابل نقطة واحدة لالمانياورومانيا، وهي تحتاج الى نقطة واحدة من مباراتها الاخيرة ضد رومانيا غداً. يذكر انه في حال تعادل المانيا وانكلترا نقاطاً، فان الاخيرة ستتأهل لفوزها على منافستها. وقد شكلت المانيا عقدة لانكلترا منذ 1966، اذ ثأرت منها اولاً في مونديال المكسيك 3-2، علماً ان المنتخب الانكليزي تقدم 2-صفر، ثم اخرجتها من الدور نصف النهائي لكأس العالم في ايطاليا عام 1990 بركلات الترجيح، ثم في الدور ذاته من كأس الامم الاوروبية الاخيرة التي استضافتها انكلترا عام 1996 بركلات الترجيح ايضاً قبل ان تحرز اللقب. وكم كان شيرر مصيباً عندما صرح قبل المباراة ان الوقت قد حان للتغلب على الالمان وقال بالحرف الواحد: "اعتقد جازماً اننا سنفوز، لقد حان وقتنا". وبالفعل نجح المنتخب الانكليزي في فك عقدته المستعصية بهدف حمل توقيع شيرر نفسه. تعديلات واضطر المدرب الانكليزي كيفن كيغان الى اجراء تعديلين على تشكيلته التي خاضت المباراة الاولى ضد البرتغال 2-3 فاشرك مارتن كيون ودينيس وايز مكان طوني ادامس وستيف ماكمنمان المصابين. وطرأ على تشكيلة المنتخب الالماني اربعة تعديلات، بمشاركة ديتمار هامان وسيباستيان دايسلر واولف كيرستن وكارستن يانكر مكان توماس هاسلر وتوماس لينكه واوليفر بيرهوف وباولو رينك على التوالي، في حين جدد المدرب اريك ريبيك الثقة بالمدافع المخضرم لوثار ماتيوس 39 عاماً الذي تعرض لانتقادات لاذعة بعد عرضه السيئ في المباراة الاولى ضد رومانيا 1-1. وبغياب بيرهوف الذي سيغيب عن البطولة نهائياً، ناب عنه في حمل شارة القائد الحارس اوليفر كان. وسيطر الحذر على اداء المنتخبين في ربع الساعة الاول، ثم دخل الالمان اجواء المباراة تدريجياً وكانت الافضلية لهم نسبياً بعد ان سيطروا على خط الوسط، وسط غياب كلي للانكليز. واستيقظ الانكليز في ربع الساعة الاخير واهدر كل من مايكل اوين وبول سكولز فرصتين ثمينتين. واختلفت الحال في الشوط الثاني حيث كان المنتخب الانكليزي افضل من نظيره الالماني على رغم انه لم يشكل خطورة كبيرة على مرماه. وجاء هدف شيرر ليعطي الانكليزي دفعة معنوية هائلة، في حين رمى الالمان بثقلهم لادراك التعادل ولعب ريبيك اوراقه الثلاث لكن من دون طائل. واحتسب الحكم الايطالي الشهير بييرلويجي كولينا خطأ لمصلحة المانيا على بعد 25 متراً اثر مخاشنة سول كامبل ليانكر انبرى لها كريستيان تسيغه فوق العارضة 8. ووجد قلبا دفاع المنتخب الانكليزي كامبل وكيون صعوبة في احتواء يانكر فاستعملا الخشونة مراراً وتكراراً لوقفه، وسدد هامان كرة مباشرة ارتمى عليها ديفيد سيمان 17. ومرر ينز يريميز كرة بينية باتجاه محمد شول فتوغل الاخير داخل المنطقة لكنه سدد كرة ضعيفة بيسراه سيطر عليها سيمان 22، ثم لعبة مشتركة بين يانكر وتسيغه سددها الاخير لم يجد الحارس الانكليزي صعوبة في التصدي لها 27. ومرر بول سكولز كرة عرضية داخل المنطقة تطاول لها مايكل اوين وسددها برأسه قوية ابعدها اوليفر كان فاصطدمت بالقائم 35، ثم سدد سكولز كرة مباشرة من خارج المنطقة علت العارضة 37. وتلقى سكولز كرة رائعة من بيكهام داخل المنطقة فاطلقها قوية بيسراه كان لها اوليفر كان بالمرصاد 44. الهدف واستهل المنتخب الالماني الشوط الثاني بركلة حرة انبرى لها تسيغه فمرت الكرة فوق العارضة بقليل 46. وجاء هدف المباراة الوحيد عندما احتسب الحكم ركلة حرة اثر عرقلة بيكهام في الجهة اليمنى فانبرى الاخير لها داخل المنطقة فشل في تشتيتها الدفاع الالماني باكمله لتجد رأس شيرر فسددها على يسار الحارس الالماني مسجلاً اول هدف له في مبارياته الثماني الاخيرة، والتاسع والعشرين في 59 مباراة دولية. ووصلت الكرة الى يانكر داخل المنطقة فاستدار على نفسه وسدد الكرة عاليا 55. واضاع شول فرصة ذهبية عندما سيطر على الكرة داخل المنطقة بتمريرة من ماتيوس فمرت الى جانب القائم الايمن 59، ثم تسديدة لاولف كيرستن من مسافة قريبة صدها سيمان فوصلت الى يانكر الذي اطلقها قوية في الخارج والمرمى مشرع امامه 65. واحتسب الحكم ركلة حرة لالمانيا سددها تسيغه وابعدها سيمان بقبضة يده تهيأت امام رينك فاطلقها خارج الخشبات الثلاث 88 في اخر فرصة في المباراة. والمباراة هي الثالثة والعشرون بين المنتخبين، ففازت انكلترا 10 مراتوالمانيا 8 مرات وتعادلا خمس مرات. المباراة في سطور المباراة: انكلترا - المانيا 1-صفر ضمن المجموعة الاولى. الملعب: شارلروا. المتفرجون: 35 الفاً. الحكم: بيير لويجي كولينا ايطاليا. الهدف: شيرر 53. الانذارات: انكلترا: بيكهام 40. المانيا: يريميز 42 وبابل 89. التشكيلتان: انكلترا: سيمان- غاري نيفيل وكامبل وكيون وفيليب نيفيل- وايز وبيكهام وسكولز بارمبي واينس- اوين جيرار وشيرر. المانيا: كان- ماتيوس ونوفوتني وبابل- دايسلر بالاك ويريميز بوده وتسيغه وهامان وشول- يانكر وكيرستن رينك. تصريحات كيفن كيغان مدرب انكلترا: "انا سعيد جداً لانصار المنتخب الذين آزروا الفريق في الملعب واولئك الذين كانوا يتابعون المباراة على الشاشة الصغيرة. لقد استعدنا الروح الكفاحية، ويجب ان نحتفل لاننا لم نهزم الالمان منذ فترة طويلة. مباراة البرتغال أفلتت من بين أيدينا وهذا يحصل كثيراً في عالم كرة القدم. المهم انه لم يؤثر على عزيمتنا وفزنا باللقاء التالي له مباشرة". اريك ريبيك مدرب المانيا: "انها خسارة مؤلمة لاننا لم نعد نملك سوى فرصة نظرية لاحتلال المركز الثاني وبالتالي بلوغ ربع النهائي. لم نستحق الخسارة بحسب مجريات اللعب، فقد سنحت للانكليز فرصة واحدة، في حين سنحت لنا فرص عدة. يجب ان نتغلب على البرتغال، ونعتمد على رومانيا للفوز على انكلترا". لوثار ماتيوس مدافع المانيا: "سنحت للانكليز فرصة واحدة فاستغلوها، في حين لم نوفق نحن في ذلك. لعبنا بطريقة منظمة ونجحنا في بناء الهجمات. لحظة تسجيل شيرر الهدف لم يكن المدافع المولج مراقبته معه". الن شيرر: "هذا الفوز يعني الكثير بالنسبة الينا، ولم نلمس مدى اهميته الا لدى وصولنا الى غرف الملابس. انا سعيد لانني سجلت الهدف الذي قاد منتخب بلادي الى الفوز ولانني قائد المنتخب الانكليزي الذي هزم المانيا". يوهان كرويف نجم هولندا السابق: "يستطيع كيغان ان يبني فريقاً بهدوء لما تبقى من البطولة. بدت بعض الثغرات في الدفاع الانكليزي في الدقائق العشرين الاخيرة، لكن الالمان لم يتمكنوا من استغلالها". جوفاني تراباتوني المدرب الايطالي المحنك: "فخر كبير لي ان اصبح مدرباً لمنتخب المانيا اذا طلب مني ذلك. نعم سأفكر ملياً بالعرض اذا اتاني، لكنني اولاً اريد ان اؤكد كل احترامي للعمل الذي يقوم به اريك ريبيك. ليس لديّ ميّة لاعتزال التدريب لأنني لم أنته بعد. وفكرة تدريب المنتخب الايطالي لا تراودني حالياًلأن دينو زوف مرتبط بعقد حتى عام 2002"