موسكو - "الحياة"، رويترز - بعد حصار غروزني من جميع الجهات، وسقوط معظم البلدات الكبيرة في أيدي الجيش الروسي، تخشى موسكو أن يتحول المقاتلون الشيشانيون الى تكتيك حرب العصابات، كما هدد الرئيس أصلان مسخادوف الذي انتقل الى مدينة شالي، حيث يدير العمليات من هناك. وبعد سقوط أرغون وخان يورت وغيرهما من المدن الشيشانية بدأ المقاتلون يتجمعون في الجبال، وقال مسخادوف ان قواته ستستخدم حرب العصابات في الجبال وستجر الروس الى معارك خارج المدن وتكبدهم خسائر فادحة. وستحول الجبال الشيشانية الى قواعد عسكرية لا تطالها قذائف القوات الفيديرالية التي ستكون في موقف ضعيف داخل المدن. وشددت القوات الروسية حصارها غروزني أمس مُحكِمة قبضتها على بلدة مهمة تحمي العاصمة الشيشانية من جهة الشرق. وتزداد مقاومة القوات الروسية كلما اقتربت من غروزني وخيمت مزاعم جديدة عن مقتل مدنيين على أخبار الحملة العسكرية على رغم نفي روسيا ارتكاب قواتها مذبحة وسط اللاجئين الجمعة. وأثار القتال وهو الأسوأ منذ الحملة العسكرية الروسية الفاشلة ضد المقاتلين الشيشانيين بين 1994 و1996 قلق الغرب. ومن المقرر أن يزور رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا شمال القوقاز بما فيها الشيشان هذا الشهر. ونقلت وكالة "ايتار تاس" عن مسؤولين في قاعدة موزدوك الروسية خارج الشيشان قولهم انه يجري فحص وثائق السفر في بلدة ارغون الواقعة على بعد بضعة كيلومترات شرق غروزني على رغم ان من المعتقد ان معظم الثوار غادروها بالفعل. وقال مسؤولون روس الاسبوع الماضي ان القوات الاتحادية حاصرت ارغون لكن مراسلاً لقناة ان.تي.في التجارية أعلن من موزدوك ان هناك معارك للسيطرة على الطريق بين ارغون وموزدوك. وأضاف ان المقاتلين يحاولون الخروج من غروزني الى بلدة اوروس - مارتان احدى المعاقل الرئيسية للثوار وتبعد حوالي 15 كيلومتراً الى الجنوب. وتابع المراسل ان الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف انتقل الى بلدة شالي قرب غروزني وأنه يدير العمليات من هناك. وخيمت على الهجوم مرة أخرى مزاعم بشأن مقتل لاجئين قال ناجون منهم ان القوات الروسية اطلقت النار على قافلة من السيارات وحافلة تقل نازحين أثناء فرارهم من غروزني الجمعة. وروت امرأة نجت من الهجوم ان جنوداً من الشرطة العسكرية الخاصة فتحوا النار على القافلة. وأضافت ان الجنود قتلوا عدداً يراوح بين 35 و40 شخصاً الجمعة بعدما غادر النازحون غروزني وكانوا يقتربون من قرية غيتي على بعد 15 كيلومتراً. وقالت أيزا باكاييفا "لن أنسى ما حييت يوم أمس. خصوصاً كيف ماتت جارتي أمام عيني على الطريق". وذكرت اذاعة "ليبرتي" التي تمولها الولاياتالمتحدة ان 40 لاجئاً قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة قرب غروزني. وأضافت ان أحد الناجين ممن جرحوا في الحادث قال ان جنوداً روساً ملثمين فتحوا النار على المدنيين. وقال مسؤولون روس انه لا يمكن اتهامهم بارتكاب المذبحة لأن القوات الروسية لم تسيطر على هذه المنطقة بعد.