دعت حكومة ولاية "بلاد بونت" الصومالية الجامعة العربية إلى التدخل "لإنقاذ مبادرة مؤتمر المصالحة" المقترح في جيوبتي وتقويم مساره. جاء ذلك غداة افتتاح الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيلله مساء الخميس المرحلة الثانية من المؤتمر. وقال وزير الإعلام في "بلاد بونت" عمر عشرة الموجود حالياً في قطر إن حكومته دعت الجامعة العربية إلى "انقاذ مبادرة مؤتمر المصالحة". وأضاف ان مذكرة في هذا الشأن وزعت على منظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الدولية ومكتب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الصومالية في نيروبي. وأوضح عشرة في تصريحات إلى "الحياة" ان وفد "بلاد بونت" انسحب من اجتماعات تحضيرية كانت تعقد في جيبوتي وعاد قبل يومين، واطلع برلمان الولاية في جلسته المنعقدة حالياً على رأيه وتقويمه لما يدور في جيبوتي. وأفاد ان وفد "جيش المقاومة الرحناويين" من جنوب غربي الصومال انسحب أيضاً من اجتماعات جيبوتي. وقال إن جماعة حسين عيديد وجماعة مقديشو قاطعتا الاجتماعات، كما تغيب عنها "المؤتمر التشاوري الصومالي" الذي يمثل محافظات هيران وجلقدود وشبيلة. وعلم ان السفير المصري لدى الصومال وصل إلى "بلاد بونت" أمس للتشاور مع مسؤولي الولاية، وقال عشرة إن ممثل الاتحاد الأوروبي وصل إلى "بلاد بونت" للغاية ذاتها. وشدد عشرة على "اننا نناشد الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الدولية ارسال وفود إلى الصومال للتعرف على آراء الصوماليين في شأن كيفية تصحيح مسار مؤتمر المصالحة المقترح في جيبوتي، لأننا لا نريد فشل هذه المبادرة، إذ أن الشعب الصومالي يعيش ويلات الحرب الأهلية وحال تفكك". ورداً على سؤال عن أسباب احتجاج حكومته على عقد المؤتمر، قال إن الرئيس الجيبوتي "يتخذ الترتيبات اللازمة لانجاح المؤتمر"، مشيراً إلى "اننا قدمنا إليه اقتراحات عدة لم يعمل بها، كما أنه دخل في خلاف مع الانفصاليين في جمهورية أرض الصومال، إضافة إلى خلاف مع جماعة حسين عيديد وموسى سودري وعلى رغم اننا لا نؤيد موقف عيديد، لكن له الحق في المشاركة في مؤتمر المصالحة". وأضاف ان الرئيس الجيبوتي "بدأ في تحديد جدول مؤتمر المصالحة ومساره الزمني، وقال إنه ستكون هناك حكومة مركزية في الصومال، في وقت ينادي فيه معظم الصوماليين بدولة لامركزية، خصوصاً أن الصومال شهدت تنافراً وعداء يجعلها في حاجة إلى تجربة اللامركزية في الحكم". وأشار إلى أن وزير خارجية جيبوتي عيدي فارح "أدلى بتصريحات عقدت الأمور أيضاً بقوله إن بلاده تسعى إلى حكومة مركزية في الصومال".