قبل كل شيء لا يسعني سوى الاعتذار من محبيني عن خروجي باكراً من رالي الأكروبوليس الدولي. صحيح أنني لم أكمل الرالي لكنني راض عن نفسي وعن أدائي وعن الأوقات التي سجلتها خلال المراحل الأولى والتي أثبت من خلالها لنفسي قبل الآخرين أنني قادر على الاقتراب من سائقي المقدمة وأن منافستي لهم تعتمد على اكتسابي المزيد من الخبرة على سيارة من المجموعة "أ". كما تعلمون فإن هذه هي مشاركتي الأولى على سيارة من المجموعة "أ"، والأولى أيضاً منذ ثمانية أشهر، فالسيارة جديدة وطريقة قيادتها تختلف تماماً عن أي سيارة قدتها من قبل. وإذا ما أردت أن أستخرج كامل إمكاناتها فإنه يجب علي أن أضحي بكل شيء. كما يستلزم كذلك من السائق أن يعرف المسار بشكل جيد وأن تكون ملاحظاته للطريق التي دونها دقيقة. فطريقتي السابقة في تدوين الملاحظات تختلف عن الطريقة الحالية حيث سرعة السيارة أكبر وطريقة دخول المنعطفات مختلفة تماماً. ففي السابق وأثناء قيادتي لسيارات المجموعة "ن"، كان بإمكاني رؤية المنعطف، أما حالياً فعلي التأكد من أن السيارة في وضعية مناسبة قبل دخولي المنعطف. ومن هنا يجب أن تكون الملاحظات دقيقة لأن إمكان الوقوع في الخطأ كبير. رالي اليونان قاس على السيارة ولا أعرف لماذا يصر الاتحاد الدولي للسيارات فيا على إبقائه في برنامج البطولة، فهو لا يعتمد على مهارات السائق في القيادة وإنما على الحظ وقدرة السيارة على الصمود وتجنب الصخور والحفر المنتشرة بكثافة على المسار. ويمكن الجزم بأن الجميع من دون استثناء تعرضوا لمتاعب أخّرتهم في الترتيب العام أو قضت على آمالهم في المنافسة. خرجت من الرالي مرفوع الرأس بعدما أتممت واجباتي ومسؤولياتي وحققت أوقاتاً مرضية بالنسبة لتجربتي الأولى على سيارة من المجموعة "أ".