خاض النجم العماني حمد الوهيبي سائق فريق العرب العالمي للراليات تجارب مكثفة أخيراً في مقاطعة ويلز البريطانية، على سيّارة سوبارو إمبريزا ورلد رالي كار WRC التي سيخوض على متنها برنامجه ضمن بطولة العالم للراليات للعام 2000. وهي التجربة الأولى للسائق العماني على متن هذه السيارة وبعد ان كان يشارك على متن سيّارة من المجموعة "ن" منذ بدأ مسيرته الحافلة بالإنجازات. والفارق كبير بين الفئتين لكن الوهيبي صاحب الموهبة الكبيرة مصمّم على اجتياز كلّ العقبات التي تقف في وجهه: "لا يمكن المقارنة بين السيّارتين، فسيّارة المجموعة "ن" هي سيّارة عاديّة أدخلت عليها بعض التعديلات، وسيّارة WRC محضّرة خصّيصاً للراليات". 3 ايام وأمضى الوهيبي وملاحه القدير النيوزلندي توني سيركومب، ثلاثة أيّام في مقاطعة ويلز التي تُعتبر جبالها مسرحاً لمراحل رالي بريطانيا الدولي ضمن بطولة العالم. وثابر الوهيبي على دراسة واكتشاف كل شاردة وواردة عن سيارته الجديدة كي يكون على أهبة الاستعداد عندما يباشر قيادتها. واستفاد الوهيبي من خبرة ملاّحه الذي سبق له المشاركة على السيّارة ذاتها إلى جانب مواطنه بوسوم بورن عندما أحرزا لقب بطولة آسيا - باسيفيك. واكتفى الوهيبي في اليوم الأول بالتعوّد على ردود فعل السيارة لتجنّب ارتكاب أخطاء تعرقل تجاربه: "ردود فعل السيارة مختلفة تماماً عن سيارتي السابقة. فمثلاً تبديل السرعة يتمّ بعد فواصل أقصر ويمكنني استخدام الفرامل عند المنعطفات في وقت متأخر، حتى أن عليَّ التركيز أكثر والاستماع إلى تعليمات الملاّح بشكل أفضل لأنه يقرأ بوتيرة اسرع". وبعدما تأقلم بعض الشيء على السيارة، بدأ الوهيبي قيادتها بسرعة عبر المراحل الخاصة. وهو كان يعود بعد كل لفّة أو لفّتين إلى المرأب لتعديل بعض الأشياء فيها بغية الوصول إلى أفضل تحضير ممكن: "هناك دائماً أشياء جديدة تتعلمها، خصوصاً عندما تخوض تحدياً جديداً. أريد أن أكون جاهزاً لخوض رالي الأكروبوليس اليوناني لذلك أنا مصمم على اكتشاف السيارة تماماً". وسيكون الوهيبي ضمن فريق كل النجوم تحت اشراف فريق "بروفيد" العالمي الذي يحضّر سيارات سوبارو في بطولة العالم. و"بروفيد" من أعرق الفرق العالمية وهو يحتلّ حالياً صدارة الترتيب العام لبطولة الصانعين وسائقه البريطاني ريتشارد بورنز في طليعة المنافسين على لقب السائقين. وقال بول هاورث المشرف على الفريق: "في البداية لم نكن نعلم الشيء الكثير عن الوهيبي سوى أنه سائق ممتاز من المجموعة "ن"، وهذا لا يعني أنه سيكون سائقاً جيداً على متن سيّارة من طراز ورلد رالي كار. لكن في نهاية التجارب تبيّن لنا أنه يملك قدرة كبيرة وما عليه إلا تطوير بعض النقاط التي عملنا عليها هنا. فهو لم يدخل المنعطفات في اليوم الأوّل بالطريقة المثالية وطلبنا منه تبديل أسلوبه في القيادة، فلم يجد أي صعوبة في تحقيق ذلك". وتابع هاورث: "قارنا الأوقات التي حقّقها الوهيبي في إحدى المراحل التي تستخدم في رالي بريطانيا الدولي، بالأوقات التي سجّلت خلال الرالي العام الماضي وكانت مشجّعة جداً". وسيخوض الوهيبي التي تحمل خوذته أعلام الدول العربية كافة، سبع جولات في بطولة العالم للراليات ضمن مسابقة كأس الفرق سعياً لاكتساب خبرة تساعده في المنافسة على صدارة الراليات في السنوات المقبلة. وستكون 4 مشاركات على سيارة ورلد رالي كار و3 على سيارة من المجموعة "ن" على أن يخوض 7 جولات العام المقبل على متن سيارة WRC. والوهيبي "متسابق كلّ العرب" توّج بطلاً للشرق الأوسط للمجموعة "ن" العام 1998، ونافس على لقب المجموعة ذاتها في بطولة العالم العام الماضي حتى الرمق الأخير قبل ان يكتفي بالمركز الثاني بعدما أحرز ثلاثة انتصارات مدوّية في البطولة على رغم خبرته القليلة. وحصل الوهيبي على دعم من السلطان قابوس في لفتة كريمة. وينتظر عشّاق الراليات العرب بشغف عودة الوهيبي إلى المنافسات فهو في النهاية يرفع الراية العربية في البطولات العالمية ويمثّلهم في المحافل الدولية.