تحدث الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف من موقع سري داخل الجمهورية الى أجهزة اعلام مؤكداً استمرار القتال وداعياً الى مفاوضات مع موسكو لإنهاء الحرب. لكن الكرملين رد بأنه "لن يفاوض الا على اساس القانون الجنائي". اتصل الرئيس الشيشاني امس الخميس بعدد من محطات الاذاعة في موسكو ليؤكد انه "لم يهرب" وجاء ذلك للمرة الأولى منذ سقوط شاتوي التي كان يتخذ منها مقراً له. وقال رداً على سؤال عن مكان وجوده: "انا هنا في وطني". واتهم الجنرالات الروس ب"الكذب" وقال ان وادي ارغون ما زال تحت سيطرة المقاتلين الشيشانيين. وأكد ان عمليات واسعة تجري قرب بلدة شاتوي. وتابع ان الجنرالات "يخدعون" الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين. وقال انه اذا وافق الأخير على التفاوض معه فإنه سيتوصل الى استنتاج بأن "هذه الحرب قذرة مثل سابقتها ... وينبغي ان تنتهي". وفي أول رد فعل على اقتراح مسخادوف، أكد مساعد رئيس الدولة سيرغي ياسترجيمبسكي ان المفاوضات يمكن ان تجرى بين مسخادوف والنيابة العامة، "في اطار مادة القانون الجنائي" التي رفعت بموجبها دعوى ضد الرئيس الشيشاني الذي اتهم ب"العصيان المسلح" وعقوبته السجن لمدة تراوح بين 12 و20 سنة. وفي ما يتعلق ب"كذب" الجنرالات، قال ياسترجيمبسكي انها محاولة يقوم بها مسخادوف للانتقام من الهزائم التي مني بها في ساحة المعركة. كذلك رفض وزير الدفاع ايغور سيرغييف بشكل قاطع، التفاوض مع مسخادوف، وقال ان الأخير "مجرم". ونفى ان يكون المقاتلون الشيشانيون يسيطرون على مساحات واسعة وقال انهم موجودون في شريط يمتد بين 7 و10 كيلومترات داخل وادي ارغون. ووعد الجنرال فاديم تيتشنكو، وهو احد قادة القوات الروسية في القوقاز، بأن "القضاء على الفلول" سيتم في غضون أسبوع واحد. وذكر ان عمليات الجيش يحتمل ان تنتهي قبل عطلة الثامن من الشهر الجاري الذي يصادف عيد المرأة العالمي. الا انه ناقض نفسه لاحقاً حينما قال: "سيبقى امامنا عمل حتى الصيف المقبل". وشدد على ان القوات الروسية "رمت شباكها" وتريد ان "تبيد او تأسر" مسخادوف وعدداً من كبار القادة الميدانيين. وجرت امس معارك ضارية قرب بلدة كمسمولسكويه في الجنوب حيث اعلنت موسكو انها حاصرت 100 مقاتل شيشاني. واعترفت القيادة الروسية بأن وحداتها تعرضت الى اطلاق نار في مختلف انحاء الجمهورية الشيشانية، بما في ذلك المناطق الشمالية التي كان اعلن ان الاوضاع "استتبت" فيها.