} تأمل القيادة العسكرية الروسية الدخول في "المرحلة الأخيرة" من الحرب في الشيشان غداً الجمعة، فيما جرت امس معارك ضارية في المناطق الجنوبية والغربية من الجمهورية القوقازية. واستمر اطلاق النار في غروزني التي يعتقد ان 300 مقاتل ما زالوا فيها. ولم يستبعد أحد أكبر مساعدي رئيس الدولة إجراء مفاوضات لتحديد الوضع القانوني للشيشان، لكنه ألمح الى ان الرئيس الحالي اصلان مسخادوف سيستبعد منها. أعلن وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف امس الاربعاء ان قواته الأساسية "تلتقط أنفاسها" بعد معركة غروزني. وقال ان وحدات المظليين ومشاة البحرية وقطعات اخرى لديها خبرة في معارك الجبال، ستبدأ "في غضون يومين" هجوماً ضد المجموعة الجنوبية التي تضم 5 الى 7 آلاف مسلح شيشاني. وللوصول الى الجبال، يترتب على القوات الروسية السيطرة على وادي ارغون. وذكرت القيادة الروسية انها طوقت هناك أمس، ثلاثة آلاف مسلح، قتل 140 منهم في قصف مكثف على بلدة قاطر يورت غرب الجمهورية. وعرض تلفزيون "ان.تي.في" حفراً هائلة خلفتها القنابل التي اسقطتها الطائرات الروسية، وعرض عدداً من العجائز والاطفال الذين اصيبوا أثناء الغارات. واعترفت قيادة سلاح الجو باستخدام قنابل من زنة 1.5 طن تنفجر في الأماكن المغلقة وتحدث دماراً هائلاًَ. وذكرت القيادة ان المعارك في المناطق الجبلية القليلة السكان، ستتطلب استخدام "سلاح أشد"، لكنها اكدت انه لن يكون من الأسلحة المحظورة. وتتولى وزارة الدفاع مسؤولية الهجوم على المحاور الجنوبية الجبلية، فيما كلفت وزارة الداخلية السيطرة على الوضع الأمني في غروزني التي قدر عدد السكان المتبقين فيها بما يراوح بين 10 و12 ألفاً. وذكرت مصادر الأمن الداخلي ان 300 مقاتل ما زالوا في المدينة ولكنهم "لا يخضعون لأوامر من مركز واحد". وإثر لقائه مع الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين، ذكر رسلان اوشيف رئيس جمهورية انغوشيتيا ان غروزني التي "لم يبق منها سوى انقاض" لن تستطيع استيعاب جزء من 200 ألف لاجئ يقيمون حالياً في انغوشيتيا. وأضاف انه أبلغ بوتين ان كثيراً من اللاجئين يقيمون في الخيام الباردة، ما أدى الى انتشار الأمراض الوبائية، واكد ان الاطباء سجلوا حتى الآن 200 إصابة بالسل. وتوقع اوشيف انضمام اعداد جديدة الى اللاجئين بسبب استمرار القتال. ورفض نائب القائد العام للقوات الروسية في القوقاز غينادي تروشيف "أي حديث" عن التفاوض. وقال ان الجيش يرفض أي خطوة من هذا النوع. لكن سكرتير مجلس الأمن القومي سيرغي ايفانوف، ذكر ان موسكو لن تحاور اي طرف "لا يعترف بالدستور الفيديرالي ووحدة أراضي روسيا". وأشار مساعد رئيس الدولة لشؤون التغطية الاعلامية سيرغي ياسترجيميسكي الى ان مفاوضات قد تجرى لاحقاً للاتفاق على "الوضع القانوني للشيشان وقد يكون وضعاً خاصاً". وأضاف انه لا يستبعد اجراء استفتاء أو انتخابات جديدة. ورداً على سؤال عن مصير الرئيس الشيشاني الحالي، قال ياسترجيميسكي ان مسخادوف "إذا واصل المقاومة المسلحة فإن مصيره لن يكون مسهلاً" واقترح عليه ان "يستغل علاقاته في شمال القوقاز لإيجاد مخرج". ومن جانبه، اتهم مفتي الشيشان احمد الحاج قادروف الرئيس مسخادوف ب"الخيانة"، وقال انه لن يتمكن من قيادة حرب عصابات لأنه "لا يتمتع بقاعدة شعبية". وذكر ان "دماء كثيرة ستراق" في حال انسحاب القوات الروسية من الجمهورية. وقال ل"الحياة" مصدر شيشاني في موسكو ان الكرملين يريد "انسحاباً هادئاً" لمسخادوف، لكي تتوفر فرصة التفاوض مع أي طرف شيشاني يقبل التعاون مع موسكو. وأضاف ان المفتي الذي كان حليفاً لمسخادوف ثم اختصم معه، يمكن ان يصبح "مفاوضاً مهماً" الى جانب الرئيس الشيشاني السابق روكو زاقغايف الذي يشغل حالياً منصب سفير روسيا في دار السلام بتنزانيا.