كشف الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف انه يجري اتصالات غير مباشرة مع الكرملين تمهيداً للقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. الا ان موسكو أعلنت انها لن تفاوضه الا على "الاستسلام الكامل". وأعلن امس ان زوجة مسخادوف وابنته غادرتا الأراضي الروسية الى جورجياوتركيا ثم الى ماليزيا. وأشار مسخادوف في حديث الى وكالة الصحافة الفرنسية الى ان لقاءه مع بوتين هو "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب" بيد انه شكا من ان المتشددين من الجانبين يعرقلون الاتصالات الجارية حالياً ويحاولون منع لقائه مع بوتين. واعتبر الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي هذا التصريح "خداعاً وايهاماً اعلامياً". واكد انه لم تجر أي اتصالات مع مسخادوف، وقال: "إذا جرت لاحقاً فإن هدفها الوحيد هو الاستسلام الكامل ... وهذا لا يحتاج الى لقاء مع بوتين". ويشير المراقبون الى ان توقيت الاعلان عن الاتصالات بين موسكو والشيشانيين ليس مناسباً في الوقت الحاضر، اذ ان الكرملين يعد مراسيم تنصيب فلاديمير بوتين رئيساً للدولة الاحد. ولا يريد ان يثير استياء القيادات العسكرية التي تعارض بشدة اجراء مفاوضات وتدعو الى حسم عسكري. وأعلن امس تشديد الاجراءات الأمنية لغاية 11 ايار مايو الى حين انتهاء احتفالات التنصيب، والنصر على المانيا الهتلرية. واعترفت قيادة القوات الفيديرالية بأن الوضع "معقد"، وقالت ان ثمانية من مواقعها تعرضت لإطلاق النار وكلها لم تعلن عن الخسائر. وبدأ الشيشانيون حملة واسعة ضد "المتعاونين" مع موسكو وكشف امس عن مصرع رئيس الادارة المحلية في قضاء فيدينو الذي عينته السلطات الروسية، وكان أعلن في وقت سابق ان المفتي أحمد قادروف الذي تحالف مع موسكو تعرض لمحاولة اغتيال. وقتل ثلاثة من شرطة المرور الروس حينما هاجمت سيارتهم مجموعة من المسلحين الذين غنموا رشاشات القتلى وهربوا. واطلق امس النار على هليكوبتر عسكرية الا انه لم يعلن عن ضحايا في الحادث. ونشرت صحيفة "كومير سانت" امس مقابلة مع القائد الميداني خالد يامدايف الذي كان مسؤول قطاع غوديرميس وسلم المدينة الى القوات الفيديرالية من دون قتال، لكن رجاله احتفظوا بأسلحتهم. وذكر يامدايف ان القوات الفيديرالية "تحيط نفسها بأكياس الرمال وتتصور انها غدت في مأمن". وأضاف: "إذا دخل 20 مقاوماً الى المدينة فلن يبقى من الفيديراليين أحد". إلا أنه شدد على انه سيقاتل ضد من وصفهم ب"السلفيين" وقال انه طلب من مسخادوف ان يتحالف معه ضدهم، ثم عرض عليه ان ينتقل الى تركيا لملاقاته هناك في قصر اعد له تحت حراسة مشددة، في خطوة لإنهاء الحرب. ورفض مسخادوف العرض، ولكن يامدايف ذكر ان السيدة الشيشانية الأولى وافقت عليه. وتزامن نشر هذا التصريح مع مغادرة قسامة وابنتها فاطمة الأراضي الروسية، اذ انهما عبرتا رسمياً الحدود الى جورجيا ومعهما حارس وسكرتيرة صحافية ورافقهما ممثل عن حكومة جمهورية اوسيتيا الشمالية التي كانت استضافت عائلة الرئيس الشيشاني. ومن جورجيا غادرتا قسامة وفاطمة مسخادوف الى تركيا ومنها ستتوجهان الى ماليزيا حيث يقيم الإبن البكر للرئيس الشيشاني. وعلى رغم ان السيدة مسخادوف اكدت انها تنوي العودة في أواسط الشهر الجاري فإن المراقبين يرون ان انتقالها الى ماليزيا قد يمهد لاقامتها في صورة دائمة خارج الشيشان.