أول الكلام من شعر/ عصام ترشحاني: - علَّمتنا بلادي: كيف نشتاق للموت نسعى إليه؟! كيف نصطاد للجرح: وجهاً... نحن ُّ إليه؟!!
لا بد أن يعيد "الشعب الفلسطيني" النظر في: رأسه الخِتْيار المتْعَب جداً!! إن القضية الفلسطينية: تواجه أخطر مرحلة في تاريخ نضالها... خسارة أشد وأقسى: سوف تتلبَّس هذه القضية إذا ما استمرت في طاحونة السلام المزعوم، وسقوطها في دوامة التفاوض الإذلالي الذي يقتطع في كل اتفاقية أو "توقيع": مطلباً شرعياً عادلاً لحقوق الشعب الفلسطيني! إن القضية في حاجة ماسة الى التخلص الفوري من: سماسرةٍ، اتخذوا مسمى النضال شعاراً يعبرون في إضاءته.. والتخلص من: المتعبين بنوازعهم! وإلاّ... ما هو ذلك "الهدف" الذي ابتغاه رئيس السلطة الفلسطينية/ الختيار من تصريحاته الأخيرة التي هرولت وراء انسحاب العدو الصهيوني من الجنوباللبناني؟!! وبعض تصريحاته الضجة: لم يصحح أحد من السلطة ولا حتى صياغتها، والبعض الآخر: بادرت أجهزة السلطة الإعلامية الى نفيها... فماذا قال "الختيار" في فرحة العرب كلهم - وليس شعب لبنان وحده - بانسحاب جيش العدو من الجنوب وتبعثر فلول ميليشيات الخيانة؟!
ماذا قال "الختيار"/ ياسر عرفات... وهو يكتنز في تاريخه السياسي: مرحلة كفاح طويلة، قاوم فيها المحتل، وتعرض لمؤامرات متلاحقة رتّبها العدو الصهيوني لاغتياله... حتى جاءت هذه المرحلة الأخيرة التي تُسمى ب "مفاوضات السلام"، وقيل: ان المخابرات الأميركية هي التي صارت تؤمِّن الحراسة حفاظاً على حياة الختيار!! قال الرئيس عرفات في زهوة اللبنانيين وكل العرب بانسحاب جيش العدو من الجنوب مدحوراً مهزوماً: "إن أسباب قرار باراك بسحب قواته من الجنوباللبناني، ليست تحت ضغط المقاومة التي أشعلها حزب الله، فاضطرت إسرائيل لذلك، بل بسبب رغبة باراك في ..... السلام"!! بخ، بخ لهذا التصريح الأول الذي لم يصدر بعده أي نفي، ولا حتى تصحيح!! أما الأدهى والأمَرَّ... فيأتي في ما نشرته "الغارديان" البريطانية الصادرة يوم 31/5/2000، وفي صفحة الشئون العربية - وهو الخبر الذي زودتني به قارئة هذا العمود/ السيدة "سميه علي": - قالت مذيعة ال BBC: إن السيد عرفات قال لوزيرة البيئة الاسرائيلية: إن نجاح حزب الله في جنوبلبنان، يشكل خطراً على عملية السلام عفواً: الاستسلام! لأن هذا النجاح سوف يشجع الفلسطينيين!! و.... أيضاً: لم يصدر أي تكذيب لما نشرته الصحيفة البريطانية نقلاً عن هذه المذيعة!!
تأتي - في مقابل كل هذا الذي قرأناه - أخبار من داخل الأشبار الفلسطينية التي حررتها مفاوضات السلام، ومنها: - "اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية: أكثر من 10 أشخاص من بينهم مسئول كبير في احدى وزارات السلطة، وذلك بتهمة الإرهاب والتحريض والدوس على صور الرئيس/ الختيار، وانتقاد اتفاقات السلام"!! وهكذا... لم تعد شرطة العدو هي التي تتولى قمع أي فلسطيني، بل أنابت عنها: شرطة السلطة!! ولا بد أن يدرك الفلسطينيون المخلصون لعدالة قضية وطنهم: أن "القيادة" المطلوبة، لا تمارس الرقص على الحبال... بل تطالب بالحقوق المشروعة حتى يلتزم المجتمع الدولي بما يشعر أنه في عنق العالم!!