كان التحضير لقمّة بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك محور التحركات على المسار الفلسطيني - الاسرائىلي أمس. فهذا لقاء اراده باراك، وسعى المبعوث الاميركي دنيس روس الى ترتيبه، وتوقعه الجانب الفلسطيني. وكان متوقعاً ان يعرض باراك على عرفات، كما رجح الفلسطينيون، تأجيل الانسحاب الذي تعهد به من قرى ابو ديس والعيزرية والسواحرة الشرقية القريبة من القدس، بسبب المشاكل في حكومته الائتلافية. ويعني ذلك ان باراك الذي عرض على الفلسطينيين تسلم الصلاحيات الامنية في القرى الثلاث ك "سلفة" على حساب الانسحاب الثالث في اطار المرحلة الانتقالية، سيطلب من الرئيس الفلسطيني "سلفة من الوقت" لصرف "سلفته من الارض". وبانتظار صرف هذه "السلف"، سارع اليمين الاسرائيلي الى احباط خطط الحكومة تسليم هذه القرى، من خلال فرض مخططاته وجعلها امراً واقعاً. وفي هذا الاطار، شرعت شركات استيطانية، بدعم من رئيس البلدية الاسرائيلية للقدس ايهود اولمرت، بتنفيذ "الاجراءات الادارية" لاقامة مستوطنة من 250 وحدة جديدة على اراضي ابو ديس، لتشكل حاجزاً "طبيعياً" يمنع التواصل الجغرافي بين البلدة والمدينة. وسيكون على جدول أعمال القمة المحتملة، تحريك المفاوضات بعد الازمة التي واجهتها في ايلات عندما قدم الجانب الاسرائيلي خرائط لوضع النهائي رفضها الفلسطينيون.