أسدل الستار أمس على مسلسل الصحافي التونسي توفيق بن بريك بعد وصوله الى فرنسا التي وعدت حكومتها منحه اللجوء السياسي أواخر الشهر الماضي في خطوة سهلت التوصل الى حل سياسي أوقف الملاحقة القضائية التي اخضع لها. ونقلت اذاعة "فرنسا الدولية" عن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين قوله ان السلطات الفرنسية منحت بن بريك تأشيرة دخول "لأسباب انسانية لا ليواصل كفاحه انطلاقاً من فرنسا". وأوصلت سيارة إسعاف بن بريك المضرب عن الطعام منذ الثالث من نيسان ابريل الماضي الى مطار تونس الدولي في الثانية بعد ظهر أمس، في حضور محاميه شوقي الطبيب وزوجته عزة زراد وأفراد أسرته وأصدقائه. ولوحظ حضور ممثلين عن سفارات غربية عدة خصوصاً الولاياتالمتحدة وبريطانيا وهولندا. إلا أن حادثة وقعت عند مدخل المسافرين في الدور العلوي من المطار كادت ان تؤدي الى انهيار الحل قبل مغادرة بن بريك تونس في طائرة ل"الخطوط الفرنسية"، اذ تقدم عنصر بالزي المدني من الطبيب المرافق للصحافي واتهمه بأنه خائن وأسمعه كلاماً نابياً، إلا أن الطبيب وهو مغربي يعمل في مصحة "سانت أوغيستان" قطاع خاص التي أدخل اليها بن بريك الاسبوع الماضي لم يرد على الاتهامات والشتائم. فيما استدعى مرافقو الصحافي رجال أمن المطار لابعاد العنصر. وبعد تسوية المشكلة عبر بن بريك منطقة الحدود وفريق من الصحافيين الفرنسيين الذين سافروا معه على الرحلة نفسها، وانتهى الفصل الأخير من الأزمة التي اندلعت مع انطلاق الملاحقة القضائية للصحافي الذي كان يعمل مراسلاً لجريدة "لاكروا" الفرنسية وصحف سويسرية. ولوحظ أن وسائل الإعلام التونسية وفي مقدمها التلفزيون الرسمي التي لم تشر الى قضية بن بريك في أي طور من أطوارها السابقة بثت مساء أول من أمس خبراً طويلاً عن حفظ التهمتين في شأنه ومنحه جواز سفر جديداً، فيما أشارت الى أن أخاه غير الشقيق نال ثلاثة أشهر سجناً بعد "تعديه" على رجل أمن لم تكشف هويته، لكنها أظهرت صورة له بثها التلفزيون والصحف الرسمية. وقال فيدرين في تصريح أدلى به في براغ حيث يرافق رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان الذي يقوم بزيارة رسمية للمجر، ان قرار استقبال بن بريك على الأراضي الفرنسية اتخذ "لأسباب انسانية وللمساهمة في تهدئة التوتر" الذي أثارته قضيته. الى ذلك، دعت منظمة "فرنسا الحريات" التي ترأسها زوجة الرئيس الفرنسي الراحل دانيال ميتران، وغيرها من المنظمات المعنية بحقوق الانسان، الى تجمع اليوم عند باحة حقوق الانسان في منطقة تروكاديرو في باريس، تضامناً مع بن بريك والمعتقلين السياسيين في تونس.