حملت وكالة الانباء الرسمية في تونس على وكالة الانباء الفرنسية واتهمتها ب"تعمد اللجوء الى الاسطوانة الممجوجة المتعلقة بأوضاع حقوق الانسان في تونس". لكنها أكدت الخبر الذي بثته الوكالة الفرنسية عن زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين لتونس أواخر الاسبوع المقبل. وجاء التراشق الاعلامي في وقت أجرى الرئيس زين العابدين بن علي اتصالاً هاتفياً بالرئيس جاك شيراك أول من أمس، أفيد انه تطرق الى قضايا ثنائية واقليمية ودولية. ونفت الوكالة التونسية في معرض الرد على الوكالة الفرنسية ان يكون هناك "برود" في العلاقات الثنائية، وكذبت ان يكون وضع حقوق الانسان في تونس هو مصدر البرود، مؤكدة ان حال حقوق الانسان في تونس "تضاهي ما هي عليه في البلدان الأخرى، بل يحسد كثيرون بلدنا عليها اذ وصلت الى مستوى مرضٍ أكثر من أي وقت مضى، وان ظلت قابلة للتحسين مثلما الحال في بقية البلدان". لكن الوكالة التونسية أكدت صحة خبر أوردته الوكالة الفرنسية يتعلق بزيارة رسمية يعتزم رئيس الحكومة الفرنسية ليونال جوسبان القيام بها لتونس قريباً وستكون الأولى لرئيس وزراء فرنسي منذ سنوات. وكانت العلاقات بين تونس وفرنسا شهدت احتقاناً الخريف الماضي، على خلفية تعاطي القنوات التلفزيونية والصحف الفرنسية مع الانتخابات الرئاسية والاشتراعية التي أجريت في تونس في تشرين الأول اكتوبر وأدت الى فوز ساحق ل"التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم على معارضيه. وأنهى التونسيون امتيازاً كانوا منحوه للقناة التلفزيونية الثانية الفرنسية لبث برامجها مباشرة في البلد واستبدلوا المجال المخصص لها ببرامج "قناة الشباب" التونسية. ثم أصدرت رئاسة الوزراء التونسية تعميماً الى الوزارات والمؤسسات الرسمية والبلديات وشركات القطاع العام لإلزامها استبدال الفرنسية باللغة العربية في كل المراسلات والوثائق الداخلية والفواتير واللافتات الخارجية للمنشآت والمؤسسات. لكن مصادر مطلعة أكدت ان طريق الحوار استمرت سالكة بين بن علي وشيراك اللذين أجريا اتصالات هاتفية عدة منذ "خضة" الخريف. ولوحظ ان السفير الفرنسي الجديد لدى تونس نقل رسالة خطية من شيراك الى بن علي الاسبوع الماضي، بعد ثلاثة أيام فقط على تسليم أوراق اعتماده. ويعتقد مراقبون ان قنوات التفاهم كانت معطلة مع الحزب الاشتراكي في الفترة الماضية خصوصاً ان العلاقات الثنائية مرت في فترات صعبة خلال عهد الرئيس السابق فرنسوا ميتران. يذكر ان فيدرين سيزور تونس لرئاسة الجانب الفرنسي في الاجتماعات السنوية للجنة المشتركة مع نظيره حبيب بن يحيى. وكان مقرراً ان يزور تونس مطلع العام الماضي لرئاسة الوفد الفرنسي الى الدورة السابقة للجنة، لكنه تخلى عن رئاسة الوفد في اللحظة الأخيرة للأمين العام لوزارة الخارجية. وأفيد ان التطورات المتسارعة في حرب البلقان هي التي حملت الوزير على تعديل برامجه وإرجاء الزيارة المقررة لتونس، لكن مصادر أخرى عزت الإرجاء الى خلاف بروتوكولي على تشكيلة الوفد الاعلامي الذي كان يستعد لمرافقة فيدرين. وجددت وكالة الانباء التونسية أمس نفي وجود أي سبب وراء إرجاء الزيارة باستثناء التفاعلات في نزاع كوسوفو العام الماضي، واكدت ان "روابط تعاون مميزة ومتنوعة تجمع بين تونس وفرنسا".