انتقل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس من تونس الى الرياض في زيارة رسمية تستمر يومين من المتوقع أن يقابل خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. وجاءت زيارة فيدرين لتونس بمثابة تكريس لتحسن العلاقات بين الجانبين. وصرح الوزير الفرنسي بعد اجتماعه أمس مع الرئيس زين العابدين بن علي ان المحادثات تناولت "قضايا ثنائية واقليمية ودولية تهم البلدين، بينها الوضع في البحر المتوسط والعلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي الذي تتسلم فرنسا رئاسته الدورية في النصف الثاني من العام الجاري والمستجدات في المغرب العربي والشيشان". وأوضح ان "العلاقات الثنائية جيدة وخصبة وبناءة". وأضاف انها "تتطور في مناخ تسوده الصداقة" وزاد انه ناقش كل القضايا المطروحة مع الرئيس التونسي "في جو من الثقة الكبيرة". ونفى فيدرين في مؤتمر صحافي عقده قبل ان يغادر الى الرياض ان يكون الجانبان حددا تاريخاً لزيارة ليونيل جوسبان لتونس، لكنه أكد رداً على سؤال ل"الحياة" ان الزيارة ما زالت على جدول الأعمال. وأشار الى ان المسؤولين التونسيين "يفكرون في موضوع تعليق معاودة بث برامج القناة الثانية الفرنسة وإيجاد حل له". وكانت تونس اوقفت العمل باتفاق سابق بين مؤسستي التلفزيون التونسية والفرنسية لمعاودة بث البرامج في اعقاب الانتخابات الأخيرة. وأكد فيدرين ان فرنسا "لا تشعر بالضيق" من تكثيف الزيارات الأميركية للمنطقة ولا تتأذى من تخصيص واشنطن خمسة ملايين دولار لتنشيط "مشروع ايزنستات" في العام الجاري. وأضاف "هذا من حسن حظ المنطقة المغاربية اذا كان هذا الاهتمام الدولي سيساعد على تحقيق تقدم على صعيد التنمية الاقتصادية والاستقرار". وجدد تأكيد الأهمية التي توليها باريس للغة الفرنسية في تونس "بحكم مكانتها التاريخية الخاصة"، لكنه اعتبر المسألة لا تطرح في الاطار الثنائي وإنما تتعلق بالتطور العام للغات في العالم في ظل العولمة والذي باتت التعددية تشكل في اطاره مصدر اخصاب لجميع اللغات ان كانت الفرنسية او العربية او الاسبانية. يذكر ان تونس اتخذت قراراً يقضي بالتعريب الشامل للوزارات والمؤسسات العمومية قبل نهاية العام الجاري في اعقاب البرود الذي عرفته العلاقات مع فرنسا الخريف الماضي. ووصل فيدرين في وقت متقدم من مساء أمس الى الرياض. وتأتي الزيارة في اطار الحوار السياسي المنتظم بين السعودية وفرنسا، ويجري الوزير الفرنسي محادثات مع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تتناول الوضع الأمني في المنطقة وعملية السلام والوضع في المغرب العربي اضافة الى قضايا دولية وأخرى ثنائية. وأكد مصدر في السفارة الفرنسية في الرياض ان فيدرين الذي سيلتقي أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، سيركز في محادثاته مع السعوديين "على آفاق العلاقات الثنائية، خصوصاً الاقتصادية منها".