اعلنت تونس والسودان أمس معاودة علاقاتهما الديبلوماسية بعد قطيعة استمرت أكثر من ثمانية أعوام على خلفية الصراع الذي اندلع مطلع التسعينات بين السلطات التونسية وحركة "النهضة" المحظورة. ويندرج التطبيع التونسي- السوداني في اطار مصالحة مع البلدين المغاربيين اللذين تدهورت علاقاتهما مع السودان في ظل "الجبهة القومية الاسلامية" وهما تونسوالجزائر. وجاءت المصالحة تتويجاً لمسار التقارب الذي بدأ بلقاءات بين وزيري الخارجية التونسي والسوداني في العامين الماضيين على هامش اجتماعات عربية وافريقية، إلا أن قرار معاودة العلاقات اتخذ في لقاء بين الرئيسين زين العابدين بن علي وعمر حسن البشير على هامش القمة الافريقية الأخيرة في الجزائر الصيف الماضي. وكانت تونس اتهمت السودان بإيواء أعداد كبيرة من الطلاب المنتمين لحركة "النهضة" ومنحهم جوازات سفر بعدما صاروا يتفادون العودة الى بلدهم، ثم انتقلت الى اتهام الحزب الحاكم بزعامة الدكتور حسن الترابي بإقامة معسكرات لتدريب عناصر الحركة ومنح تسهيلات لقيادييها، بما فيها استضافة رئيسها الشيخ راشد الغنوشي بعد خروجه من الجزائر في العام 1991 وقبل حصوله على حق اللجوء السياسي في بريطانيا في العام 1993. وأفادت مصادر مطلعة أن أطرافاً عربية في مقدمها ليبيا لعبت دوراً في ترطيب الأجواء بين العاصمتين خصوصاً بعدما تأكد التونسيون من عدم وجود عناصر من "النهضة" تنشط في السودان في أعقاب مطالبة الحكومة الاسلاميين غير السودانيين بمغادرة البلد.