أكدت وزارة الدفاع الأميركية ان صاروخاً اسرائيلياً سقط قرب سفينة للبحرية في شرق المتوسط ما سبب رعباً على متنها، اذ ظن طاقمها انها تتعرض لاعتداء. وللمرة الثانية خلال أقل من شهر تتعرض اسرائيل لانتقادات شديدة اللهجة من المؤسسة العسكرية الأميركية. فبعد أزمة بيع طائرات اسرائيلية مزودة رادارات للانذار المبكر متطورة للصين على رغم معارضة الولاياتالمتحدة، أكد البنتاغون امس ان صاروخاً اسرائيلياً لا يزال قيد التجربة سقط قرب سفينة "يو اس اس انزيو" التابعة للبحرية الأميركية معرضاً طاقمها للخطر. وأكد مسؤول رفيع المستوى ل"الحياة" ان الحادث وقع في السادس من نيسان ابريل الماضي، حين اطلقت اسرائيل صاروخاً لا يزال قيد التجربة من طراز "اريحا 1" القصير المدى المؤهل لحمل رأس نووي. وقد سقط الصاروخ بالقرب من السفينة في شرق البحر المتوسط. وعزا المسؤول الانزعاج الأميركي لكون اسرائيل لم ترسل تحذيراً مسبقاً بأنها تعتزم تجربة الصاروخ. وأوضح ان طاقم السفينة اتخذ الاجراءات المناسبة فور التقاط اشارة اطلاق الصاروخ الذي رآه أفراد الطاقم يمر فوق السفينة. وأضاف ان اتصالات عسكرية تجرى على مستوى السفارات بين الطرفين لتوضيح ما حصل. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" كشفت أمس ان الصاروخ الاسرائيلي أطلق من قاعدة لتجربة الصواريخ في قاعدة يفنا الاسرائيلية بنيت على انقاض قرية يبنا الفلسطينية وسقط على بعد 40 ميلاً من السفينة الأميركية. ونسبت الصحيفة الى مصدر في وزارة الدفاع الأميركية قوله ان الحادثة ليست هي الأولى من نوعها، وانها المرة الثالثة التي تقوم بها اسرائيل بتجارب لصواريخ في محيط وجود سفن أميركية من دون تحذير مسبق. وأكد مصدر في البنتاغون ل"الحياة" هذه المعلومات. ويضيف المسؤولون في البنتاغون ان "يو اس اس انزيو" ومعها حاملة الطائرات "ايزنهاور" وسفينة أخرى كانت متجهة للمشاركة في مناورات مشتركة مع القوات الاسرائيلية المسماة "نوبل سوزان". وقال مصدر آخر في البنتاغون ان المسؤولين الأميركيين لا يزالون يحققون لمعرفة اذا كان ما حصل مجرد خطأ في التصرف من جانب اسرائيل أم ان الأخيرة لا تريد للولايات المتحدة ان تراقب تقنيات اطلاق الصاروخ "اريحا 1". وأعاد الكشف عن الحادث أمس الى الأذهان ما حصل عام 1967 حين أغارت الطائرات الحربية الاسرائيلية والزوارق على السفينة الأميركية "ليبرتي" وأغرقتها مسببة مقتل 34 بحاراً أميركياً و171 جريحاً. وكانت "ليبرتي" تقوم بالتقاط اشارات اثناء حرب الأيام الستة. وأعلنت اسرائيل آنذاك انها اخطأت السفينة وظنتها مصرية ودفعت في ما بعد تعويضات بقيمة 6 ملايين دولار.